الأممُ المتحدةُ: ارتفاعُ أسعارِ الغذاءِ لا يزالُ يشكّلُ ضغطاً على السوريينَ
أكّدت الأمم المتحدة أنّه ورغم توفر أمطار جيدة وحصاد وفير في سوريا، إلا أنّ الأمن الغذائي للعديد من الأسر السورية لا يزال يمثْل تحدّياً حقيقياً في حياتها، نتيجةً للنزاع ولعمليات النزوح المستمرة، بالإضافة للتراجع المستمر في قدرة المجتمعات على الصمود.
وفي تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، يوم الخميس 5 أيلول قالت إنّ “ارتفاع أسعار الغذاء لا يزال يشكّل ضغطاً على العديد من السوريين”.
وقدّر التقريرُ إنتاج سوريا من القمح لهذا العام بحوالي 2.2 مليون طن، مقارنة بـ 1.2 مليون طن العام الماضي، والذي كان الأدنى على مدى 29 عاماً، مع ذلك لا يزال الارتفاع “أدنى بكثير من متوسط الإنتاج ما قبل عام 2011، والذي يبلغ حينها 4.1 مليون طن (2002-2011).
وقال التقريرُ إنّ أسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعاً تدريجياً خلال الأشهر الماضية، ويُعزى ذلك لارتفاع أسعار الوقود محلياً وانخفاض قيمة الليرة السورية بشكلٍ مستمرٍّ.
وأوضح ممثل منظمة الفاو في سوريا “مايك روبسون” أنّ المزارعين في المناطق الريفية يواجهون العديد من التحديات في الحصول على البذور والأسمدة، وارتفاع تكاليف النقل، ووجود ذخائر غير منفجرة في بعض حقولهم، ومحدودية فرص التسويق.
وأضاف أنّه “في حال عدم زيادة الدعم لسبل العيش الزراعية، ولا سيما للأسر الأكثر ضعفاً في سوريا، فإنّ الاعتماد على المساعدات الغذائية سيظلّ قائماً”.
المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في البلاد “كورين فلايشر” قالت إنّ السوريين، بما في ذلك العائدين إلى قراهم، “يواجهون تحدّيات كبيرة، ويكافح الكثيرون لإطعام وتعليم أطفالهم”، مؤكّدة المسؤولة أنّ برنامج الأغذية العالمي ما زال ملتزماً بتقديم يد العون لهم، و”إعادة بناء حياتهم، في نهاية المطاف”.
وذكر التقرير أنّ قلة فرص العمل وارتفاع أسعار الوقود والسلع يحدّان من القدرة الشرائية للأسر، ويتسبّبان في تبنيها لـ”استراتيجيات التكيّف السلبية” مثل استهلاك أطعمة غير مفضّلة لكن أقلّ كلفة، أو خفض عدد الوجبات اليومية، أو إلحاق الأطفال بسوق العمل، بدلاً عن المدارس.