الائتلافُ الوطنيُّ السوريُّ ينتقدُ تصريحاتِ الراعي حولَ اللاجئينَ السوريينَ ويتّهمُ ميليشيا “حزبِ اللهِ” بتهجيرِهم

انتقد الائتلاف الوطني السوري تصريحات البطريرك الماروني في لبنان “بشارة الراعي”، التي دعا فيها إلى إعادةِ اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم قسراً.

وقال الائتلاف، في بيانٍ صحفي، أمس السبت 2 أيلول، إنَّ السوريين “وهم أبناء بلد عريق قدّموا في سبيل حريته أرواحهم ودماءهم طوالَ عشر سنوات، لا يحتاجون إلى من يذكّرهم بأنَّ سوريا هي وطنهم”، معتبراً أنَّ “عودة اللاجئين والمهجّرين السوريين إلى هذا الوطن مسؤولية، وطنية، وإنسانية، ودولية”.

ورأى الائتلاف أنَّ تحويل ملفّ اللاجئين إلى “محل للتجاذبات السياسية يظلُّ أمراً مرفوضاً يتنافى مع الحدِّ الأدنى للحسِّ الإنساني، خاصةً حين يصل إلى تعليق الأزمات الإدارية والاقتصادية والسياسية على عاتق اللاجئين السوريين، والانطلاق من وراء ذلك إلى التأكيد على ضرورة إجبارِ اللاجئين على العودة القسرية، حسب التصريحات المستهجنة والمُدانة للبطريرك الماروني في لبنان”.

وأضاف في بيانِه الصحفي، “نذكّر البطريرك الماروني بأنَّ أحدَ أهمّ أسباب تهجير السوريين ولجوئهم إلى دول الجوار لاسيما لبنان هو إرهاب ميليشيا حزب الله وانخراطها في سفك دماء السوريين تحت لافتات طائفية مقيتة”.

وشدّد على أنَّه، “من يريد معالجة ملفّ اللاجئين في لبنان فالأولى أنْ يشير إلى الجناة المتسبّبين في التهجير لا لومَ الضحايا أو استغلال مآسيهم لغايات سياسية”.

ودعا أصحاب هذه التصريحات إلى مراجعة تقرير منظمة العفو الدولية الأخير تحت عنوان، “أنت ذاهب إلى الموت” داعياً البطريرك إلى “إرفاق التقرير في الرسالة القادمة لقداسة البابا ليطّلعَ على تفاصيل التقرير الرهيب الذي يقدّم جانباً صغيراً من الأهوال التي تعرّض لها بعضُ اللاجئين السوريين الذين أجبروا على العودة إلى مناطق النظام، وعلى رأسها جرائم التعذيب والاغتصاب”.

وختم الائتلافُ بيانَه بالقول، “نؤكّد على مسؤولية رجال الدين في نشر رسالة المحبة والتعايش الإنساني وأنْ يتجنّبوا تماماً نشر خطاب الكراهية والتحريض لما له من آثار خطيرة على السلم المجتمعي وعلاقة المجتمعات بعضها ببعض”.

وكان البطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، قال في تصريحاته السابقة إنَّه وجَّه رسالةً إلى بابا الفاتيكان يوضّح فيها أنَّه لم تعدْ ثمَّة حاجة لبقاء اللاجئين السوريين في لبنان بسبب التركيبة الطائفية في هذا البلد.

كما وجّه البطريرك، رسالة إلى اللاجئين السوريين، مطالباً إياهم بـ”العودة إلى بلادهم ومتابعة تاريخهم وثقافتهم”.

وخلال كلمةٍ له في المجلس الاقتصادي الاجتماعي في وسطِ بيروت، قال بشارة الراعي، “ما يقلقنا بالإضافة إلى هجرة شعبنا، تزايدُ عددِ اللاجئين والنازحين الذين بلغوا نصف سكان لبنان”.

مشيراً إلى أنَّه “عدا عن كون هذا التزايد ثقلاً اقتصادياً كبيراً، فإنَّ هذا الواقع يشكّل عبئاً اقتصادياً ثقيلاً على لبنان وخطراً سياسياً وديمغرافياً وأمنيّاً وثقافياً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى