تقريرٌ حقوقيٌّ يوثّقُ أبرزَ انتهاكاتِ حقوقِ الإنسانِ في سوريا في شهرِ أيلولَ

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم السبت تقريرها الشهري الخاص الذي يرصد حالة حقوق الإنسان في سوريا، واستعرضت فيه حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في أيلول 2020، مشيرة إلى أنّه أسوأ شهر في حصيلة المواطنين المصابين بفيروس كورونا، وأنّ نظام الأسد يُسخّر إمكانات الدولة لمزيد من العمليات العسكرية في شمال غرب سوريا ولشنِّ حملات اعتقال تعسّفي.

وسجَّل تقريرُ الشبكة مقتلَ 102 مدنياً، بينهم 15 طفلاً و10 سيدة، من بين الضحايا 3 من الكوادر الطبية، كما وثّقت استشهاد 12 ضحية قضوا بسبب التعذيب، وما لا يقلُّ عن مجزرة واحدة, خلال شهر أيلول الفائت.

ووثَّق التقرير ما لا يقلُّ عن 162 حالةَ اعتقالٍ تعسفي/ احتجاز، منهم طفلان و6 سيدات على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، كانت النسبة الأكبر منها على يد قوات الأسد في محافظات ريف دمشق فدرعا.

ووفْقَ تقرير الشبكة فقد شهدَ الشهرُ المنصرم ما لا يقلُّ عن 5 حوادث اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، كانت 1 منها على يد قوات الأسد، و4 على يد جهات أخرى، وكان من بين هذه الهجمات 1 على مدارس، و1 على سوق، و1 على آلية تابعة لمنظمة الهلال الأحمر.

وطبقاً للتقرير فإنّ العمليات العسكرية والقصف المدفعي والصاروخي لقوات الأسد، لم تتوقّف في أيلول على المناطق عند خطوط التماس معها، والمناطق المحاذية لها في ريف إدلب الجنوبي، كما شهدَ الشهر المنصرم أيضاً غارات لطيران الاحتلال الروسي على ريف إدلب الشمالي الغربي، أسفرت عن إصابات بين المدنيين.

كما لم تتوقّفْ أيضاً عمليات التفجير بعربات مفخّخة وعبوات ناسفة، وقد شهدَ أيلول عمليات عدّة من هذا النوع في عدّة مناطق في ريف حلب الشرقي والشمالي، ورأس العين بريف الحسكة، وتل أبيض في ريف الرقة، وأسفر عنها ضحايا مدنيون وأضرار في مراكز حيوية بحسب التقرير.

وسجَّل التقرير استمرار وقوع ضحايا من المواطنين السوريين بسبب الألغام في أيلول في محافظات عدّة، بينها حلب وإدلب على وجه الخصوص.

ورصد التقرير ارتفاعاً في معدّل جرائم القتل والسرقة في مناطق سيطرة نظام الأسد، إضافة إلى حوادث انتحارِ عدّة لفئات عمرية مختلفة في معظم مناطق سوريا، كان جُلّها بسبب سوء الأوضاع المعيشية والفقر المدقع.

وأضاف التقرير أنّ الشهر المنصرم كان الأسوأ على الإطلاق على صعيد جائحة كوفيد-19 في جميع مناطق سوريا، وهناك تخوّفٌ من تفشّي الجائحة بشكلٍ أكبر عموم مناطق سوريا مع افتتاح المدارس.

وتحدث التقرير عن استمرار معاناة النازحين في عموم المخيمات من تردّي الأوضاع الإنسانية، وقد تسبَّب ارتفاع درجات الحرارة، الذي شهدته المنطقة مطلع أيلول في إصابة العشرات بأعراض ضربات الشمس.

وأكَّد أنَّ نظام الأسد خرْقَ القانون الدولي الإنساني والقانون العرفي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، بشكلٍ خاص القرار رقم 2139، والقرار رقم 2042 المتعلِّق بالإفراج عن المعتقلين، والقرار رقم 2254 وكل ذلك دون أيّة محاسبة.

وبحسب التقرير فإنَّ عمليات القصف العشوائي غير المتناسب التي نفَّذتها ميليشيا “قسد” تعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وإنّ جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب.

وطالب التَّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعدَ صدور القرار رقم 2254 وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورّطين، بمن فيهم نظام الاحتلال الروسي بعد أنْ ثبتَ تورطُّه في ارتكابِ جرائمِ حربٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى