الخوذُ البيضاءُ: الابتزازُ الروسي وصلَ إلى ربطِ استمرارِ المساعداتِ عبرَ الحدودِ بتعويمِ الأسدِ سياسياً

قالت منظّمة الخوذ البيضاء إنَّه مع اقتراب انتهاء التفويض الأممي لإدخال المساعدات عبرَ الحدود إلى سوريا، تزداد وضوحاً حالةُ الابتزاز التي تفرضها روسيا على الملفِّ الإنساني خلال مشاورات مجلس الأمن، بما يخدمُ مصالحُها ومصالحُ حليفها نظامِ الأسد.

وأشارت المنظمة إلى أنَّ ذلك يأتي عبر ربطِ استمرار المساعداتِ عبر الحدود مقابل تنازلاتٍ هدفُها دعمُ نظام الأسد ومحاولةُ تعويمه سياسياً، وتوفيرِ غطاءٍ أممي لاستخدام أموال الدول المانحة في إعادة إعمارِ مؤسسات نظام الأسد وسجونه وترميم منظومته الأمنيّة ودعمِ عملياته العسكرية ضدَّ السوريين تحت غطاءِ عمليات التعافي المبكّر.

وأكّدت “الخوذ البيضاء” أنَّ هذا الابتزاز يأتي في وقتٍ تزدادُ فيه معاناةُ السوريين في ذروة فصلِ الشتاء، و ضعفُ البنى التحتية، وغيابُ مقوّمات الحياة خاصةً في المخيّمات، وتهديدُ الكوليرا حياة السكان وعودةُ انتشار كوفيد 19، واستمرارُ الهجمات القاتلة من نظام الأسد وروسيا وتقويضُها استقرار المدنيين.

وشدّدت على أنَّ مجردَ قبولِ المجتمع الدولي بخضوع المساعدات الإنسانية للابتزاز من قبلِ نظام الأسد وروسيا، هو شرعنةٌ واضحة لاستخدام المساعدات كسلاح، وإنَّ اعتمادَ خطوط النزاع لإدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا ليس إلاّ أحدَ الأساليب لتعويم النظام ولحصار السوريين، ومخيّم الركبان المحاصر أكبر دليلٍ على ذلك.

ولفتت إلى أنَّه من المحبطِ لجميع السوريين أنْ يتحوّلَ ملفَّ المساعدات الإنسانية إلى ورقة تفاوضٍ على طاولة مجلس الأمن، وأنْ تُختزلَ قضية السوريين وتحجّمَ قضيتهم العادلة، بالبعد الإنساني فقط و باستمرار إدخال المساعدات عبرَ الحدود.

واعتبرت أنَّ الوصولَ إلى المساعدات الإنسانية بكرامة وبدونِ تسييسٍ هو حقٌّ أساسي لا يجب أنْ يخضعَ للتفاوض الدوري في مجلس الأمن، الذي يجب أنْ تكونَ مهمتُه الأساسية التركيزَ على جهودِ الحلِّ السياسي وحماية المدنيين وليس الانشغال بإدخال المساعداتِ الإنسانية عبرَ الحدود، وخاصةً في ظلِّ وجودِ إطار قانوني يعطي الأممَ المتحدة الحقَّ في إدخال المساعدات خارج مجلس الأمن.

وختم الدفاعُ المدني بأنَّ ما يعيشُه السوريون من أزمةٍ إنسانية اليوم، هو انعكاسٌ لغياب الحلِّ السياسي ويبقى الحلُّ طويلَ الأمد للأزمة الإنسانية في سوريا هو حلٌّ سياسي، وفقَ قرار مجلس الأمن 2254، وعودة المهجّرين قسراً ووقف هجماتِ نظامِ الأسد وروسيا ومحاسبتهم على جرائمِهم بحقِّ السوريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى