العائدونَ من لبنانَ إلى الحَجرِ الصحي .. ثم الأمنِ الجنائي

وضعت وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد عشرات الشبّان، وبعضَ العوائل، العائدين بطريقة غير شرعية من لبنان الى سوريا في مراكز الحَجر الصحي في كلٍّ من درعا ودمشق وريفها.

وأكّدت مصادر متطابقة، أنّ العائدين غالبيتهم من العمال الموجودين في لبنان قرّروا العودة إلى سوريا بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وانتشار فيروس كورونا.

ونقل موقع “المدن” عن مصدر مقرّب من أحد الشبان المحجور عليهم ضمن مركز خربة غزالة في مدينة درعا قوله، إنّ المسؤول عن مركز الحَجر الصحي أحمد الغزالي أبلغ المحجورين الذين يقدّر عددهم ب40 شاباً، وسيدة واحدة، أنّه فور انتهاء مدّة الحَجر الصحي، يجب مراجعة فرع الأمن الجنائي لتسوية أوضاعهم ودفع الغرامات المترتبة عليهم لدخولهم البلاد بطريقة غير شرعية.

وبعد اتخاذ نظام الأسد لقرار إغلاق المعابر الشرعية مع لبنان، أوكلت وزارة الداخلية في حكومته إلى فرع الأمن الجنائي مهمّة ملاحقة العائدين تهريباً من لبنان، ونقلِهم إلى مراكز الحجر الصحي ضمن المحافظة التي يجري توقيفُهم فيها.

وهدّد ضباط الأمن الجنائي في المناطق الحدودية التي ينشط فيها عملُ المهربين بين البلدين من يتستّر عن أيِّ شخصٍ عائد خلسةً من لبنان، أو يسهّل تنقله، سيتعرّض للمعاقبة وهي السجن لمدّة ثلاث سنوات ونصف السنة ودفع غرامة تصل الى نصف مليون ليرة سورية.

ونقل موقع “المدن” عن مصادر محلية من ريف دمشق تأكيدها، أنّ عمليات التهريب المستمرة بين مناطق سيطرة نظام الأسد ولبنان، لم تتوقّف رغمَ التحذيرات التي أطلقتها وزارة الداخلية في حكومة نظام الأسد والأفرع الأمنية التابعة لها، بل على العكس ازدادت بشكلٍ أوسعَ خصوصاً من الجانب اللبناني باتجاه سوريا.

وأضافت المصادر أنّ وزارة الداخلية لا تستطيع ضبط عملية التهريب، لأنّ من يشرف عليها ميليشيا “حزب الله”، من خلال المعابر غيرٍ الشرعية التي تسيطر عليها الميليشيا والتي يقدّر عددها بأكثر من 100 معبر بدءاً من معبر العريضة وحتى نقطة المصنع الحدودية، إضافة الى الممرات الجبلية. ويصعب ضبطُ تلك المعابر والممرات بسبب تفرّد “حزب الله” بالسيطرة عليها إضافة ة
إلى وعورة المنطقة، وتداخل الأراضي اللبنانية مع الأراضي السورية.

وتتعاون ميليشيا الحزب مع ضباط من الفرقة الرابعة في قوات الأسد ومهربين محليين ينشطون في المناطق الحدودية من الجانبين، ويجري نقلُ كلّ فردٍ مقابلَ مبلغ مالي، يصل أحياناً الى 1000$.

ويتكفل عناصر الحزب بتأمين الأشخاص العائدين من لبنان حتى وصولهم الى قراهم، ويخلي عناصر الحزب مسؤوليتهم عن العائدين بعد وصولهم إلى قراهم في حال تعرّضهم للتوقيف ونقلِهم إلى مراكز الحجر الصحي.

وأضافت المصادر أنّ ميليشيا “حزب الله” تقوم بتأمين الأشخاص المطلوبين لنظام الأسد باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل الثورة السورية، وتكون الأجور الخاصة بالنقل مرتفعة جداً تصل ل3000$ ويكون الحزب مسؤولاً عنهم حتى وصولهم إلى النقاط المتّفق عليها مع المهرّبين المحليين في الشمال السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى