العفو الدوليةُ: فيتو روسيا يهدّدُ ملايينَ البشرِ في شمالِ سوريا بكارثة إنسانيّةٍ

قالت منظّمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء 29 حزيران, إنَّ ما يقارب على مليون?????

إنسانٍ في شمالِ غربِ سوريا معرَّضون لخطر انقطاع الغذاء والماء ولقاحات فيروس كوفيد-19 والأدوية المُنقذةِ للحياة، إذا لم يجدّد مجلسُ الأمن تفويض الأمم المتحدة بتوصيل المساعدات الإنسانية عبرَ الحدود عن طريق معبر باب الهوى على الحدود التركية.

وقالت ديانا سمعان، الباحثة في شؤون سوريا بمنظّمة العفو الدولية، إنَّه “بسبب إساءة استخدام حقِّ النقض من قِبل روسيا والصين في العام الماضي، أصبح معبرُ باب الهوى الآن شريانَ الحياة الوحيد المتبقّي للمدنيين في شمالِ غربِ سوريا,وسيكون لإغلاقه عواقبُ إنسانيّةٌ كارثيّةٌ، مثلما رأينا في العام الماضي عند إغلاق معبر اليعربية.”

ودعت سمعان “مجلسَ الأمن إلى تجديدِ الإذن بوصول المساعدات الإنسانية عبرَ معبر باب الهوى، وإعادةِ فتحِ معبري باب السلام واليعربية,ومن المعيب أنَّ الموقفَ السياسي لمجلس الأمن لا يزال يعيق الاستجابة الدولية لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في وقتنا الراهن”.

وأجرت منظَّمةُ العفو الدولية مقابلات مع 20 عاملَ إغاثةٍ ممن يقومون بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى شمال سوريا, وأوضح عمالُ الإغاثة للمنظّمة كيف أنَّ إغلاق معبر اليعربية الحدودي من العراق إلى الشمال الشرقي أدَّى إلى نقصٍ حادٍ في المساعدات والإمدادات الطبية.

وذكروا أيضاً أنَّ إعادةَ فتحِ معبر باب السلام سيكون في غاية الأهمية لضمان توصيل المساعدات بشكلٍ مستدام، وفي الوقت المناسب وبكُلفة أقلّ, وقال عاملون في مجال المساعدات الإنسانية إنَّ الاعتماد على معبر باب الهوى وحده ينطوي على مخاطر في حالة استئناف الأعمال القتالية نظراً لقربِه من الخطوط الأمامية, وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ نقلَ المساعدات يستغرقُ وقتاً أطول، وهو أكثر كُلفةً لأنَّ باب الهوى بعيدٌ عن ريف شمالِ حلبَ، الذي كان يتلقّى المساعداتِ عن طريق باب السلام.

ويسعى نظام الأسد وحلفاؤه إلى إنهاء الآلية العابرة للحدود التي أنشأها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2014، وتشترط بدلاً منها أنْ يتمَّ توصيلُ المساعدات عن طريق العاصمة دمشق، عبرَ ما يُعرف باسم “خطوط النزاع”.

وبموجب القانون الدولي الإنساني، يقع على عاتق جميع أطراف النزاع في سوريا الالتزامُ بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين إليها بلا قيودٍ وبشكل محايدٍ ، كما يتعيَّن على النظام ضمانُ حصول المدنيين في كافة أنحاء سوريا على المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها من أجل البقاء على قيدِ الحياة.

واعتبرت المنظّمةُ أنَّ جميع المساعدات عبرَ الحدود باتت محصورة الآن في معبر باب الهوى، وإنَّ الأمم المتحدة تقدّم %50 من المساعدات والخدمات التي تصل عن طريق هذا المعبر الوحيد, وقالت منظّماتٌ إنسانية دولية وسورية لمنظمة العفو الدولية إنَّه لا يمكن الاستعاضةُ عن دعم الأمم المتحدة.

وأضافت ديانا سمعان قائلةً: “إنَّ الأعمال القتالية وعمليات النزوح الجماعي التي دامت سنوات أدَّت إلى كارثة إنسانية في شمال غربِ سوريا, وإنَّ تفكير روسيا بإزالة شريان الحياة الأخير في المنطقة يُعدُّ ازدراءً تاماً بحياة البشر.”

في 23 حزيران، حذّر الأمينُ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أنَّ عدمَ تجديد التفويض بفتح معبر باب الهوى سيكون له عواقبُ مدمِّرةٌ.

وقال عاملون في مجال المساعدات الإنسانية إنَّهم يعتمدون على الأمم المتحدة في توصيلِ الإمدادات الطبية الضرورية، وتوفير %80-70 من مساعدات الغذاء والماء.

وعن القول بأنَّ النظام سيكون مسؤولاً عن ايصال المساعدات إلى ادلبَ، أشارت المنظمة أنَّه ووفقاً لعاملين في مجال المساعدات الإنسانية، فإنَّه لم تصلْ أيُّة مساعدات من الأمم المتحدة إلى بلدتيْ عين العرب كوباني ومنبج منذ إغلاقِ معبر اليعربية بسبب القيود التي يفرضها النظامُ, وإنَّ هاتين البلدتين، اللتين يبلغ عدد سكانهما معاً نحو 350,000 نسمة، تعتمدان اليوم بشكلٍ رئيسي على دعمِ المنظمات الإنسانيّة الدولية والإدارة الذاتية، التي لا تستطيع تلبيةَ احتياجات السكان.

والجدير ذكرُه أنَّه قبلَ الفيتو الروسي كانت المساعدات الدولية تدخل عبرَ 4 معابرَ، وهي معبر الرمثا مع الأردن ومعبر اليعربية مع العراق، ومعبري باب الهوى وباب السلام مع تركيا، إلا أنَّ باب الهوى أصبح المعبرَ الوحيدَ فقط وهو أيضاً بات مهدّداً بالإغلاق بسبب الفيتو الروسي،

وبما أنَّ بلدات عديدة كانت تستقبل المساعدات عبرَ معبر اليعربية سابقاً، وكان من المفروض أنْ تستلمَها عبرَ النظام، إلا أنَّ ذلك لم يتمَّ، بل وضعَ النظامُ العقباتِ والعراقيلَ لإيصال المساعدات إلى هذه المناطق، وهذا ما تتخوّف منه الدول بحال نجحت روسيا في فرض رؤيتها لإدخال المساعداتِ عبرَ النظام، ما يعني أنَّ سكان إدلب سيجوعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى