الولاياتُ المتحدةُ: سوريا مستمرّةٌ في تصديرِ حالةِ عدمِ الاستقرارِ للدولِ المجاورةِ

قال المندوبةُ الأميركية في مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، إنَّ سوريا مستمرّةِ في تصدير حالة عدم الاستقرار للدول المجاورة، وتبقى ملاذاً آمناً للمتشدّدين والجماعات الإرهابية.

جاء ذلك في تصريحات للمندوبة الأمريكية أمس الثلاثاء،
خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضعِ السياسي والإنساني في سوريا.

ولفتت السفيرة الأمريكية إلى أنَّ الأزمة الإنسانيّة في سوريا بلغت مستويات جديدة بعد أكثرَ من 12 عاماً من الحرب والزلزال الذي ضرب البلادَ مؤخّراً، موضّحةً أنَّه ما زال أكثرُ من 6,8 مليون سوري نازحٍ داخل البلاد، بينما يعيش 5,3 مليون غيرهم كلاجئين في الدول المجاورة، مؤكّدة أنَّ الأزمة السورية ما زالت تشكّل مأساةً إنسانية مربكةً وتهديداً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.

واعتبرت توماس غرينفيلد أنَّه من السخرية بمكان أنْ يكون نظام الأسد قد حاول اغتنامَ تدفّق الدعم الدولي بعد الزلزال ليستعيدَ مكانته على الساحة الدولية، لكنَّ الجلوسَ مع القادة الإقليميين الآخرين لا يساعد الشعب السوري بشيء.

المندوبةُ الأمريكية أشارت إلى أنَّ إعلانَ جدّة الصادر عن قمّة جامعة الدول العربية شدّد على ضرورة أنْ يتّخذَ نظام الأسد خطواتٍ ملموسة وفعّالة لحلِّ النزاع بما يتفق مع قرارِ مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتوقّعت أنْ يسألَ أعضاء الجامعة العربية النظامَ عن التزامه تجاه إطار الأمم المتحدة في خلال تلك القمّة.

وأوضحت أنَّ نظام الأسد يستطيع اتخاذَ خطوة ملموسة من خلال إطلاقِ سراح أكثرَ من 130 ألفَ معتقلٍ في سجونه وأروقةِ التعذيب خاصته والكشفِ عن مصير المفقودين أو القتلى.

كما أشارت إلى أنَّ نظام الأسد يدّعي أنَّه مستعدٌ للعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية لاستقبال اللاجئين، لكن لايوجد أيُّ إشارة على التزامه بوضع حدٍّ للمضايقات وعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة للعائدين، وإضافةً إلى ذلك، تتواصل الضرباتُ الجوية التي يوجّهها نظام الأسد وروسيا والتي تؤثّر على مخيّمات النازحين في شمال البلاد.

وطالبت المندوبةُ الأمريكية بالضغط على نظام الأسد لإنشاء الظروفِ الملائمة لعودة اللاجئين بشكلٍ آمنٍ وطوعي وكريم، كما ينبغي أنْ تمتنعَ الدول التي استضافت ملايينَ اللاجئين بسخاء عن الضغط عليهم للعودة قبل الأوان.

وشدّدت توماس غرينفيلد على أنَّ العقوبات الأمريكية على نظام الأسد ستبقى ساريةً إلى أنْ يتمَّ إحرازُ تقدّمٍ سياسي باتجاه حلٍّ مستدام للصراع، لافتةً إلى أنَّ النظام حطّم بحربه الوحشية وانتهاكاته المروّعة حقوقَ الإنسان، وستواصل واشنطن محاسبتَه على هذه الانتهاكات، بما في ذلك عملياتُ التعذيب والقتل.

إنسانياً، أشارت المندوبة الأمريكية إلى أنَّ بلادها رحّبت بإعلان الأمم المتحدة هذا الشهرَ عن مواصلةَ إتاحة الوصول إلى معبري باب السلام والراعي الحدوديين حتى 13 آب، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنَّ المعاناة الإنسانية لا تتحدّد بمددٍ زمنية من ثلاثة أشهر وسيحتاج التخفيفُ من الدمار الذي تسبّب به الزلزال إلى فترة أطولَ بكثير من ثلاثة أشهر.

وحمّلت توماس غرينفيلد مجلسَ الأمن مسؤوليةَ تلبيةِ احتياجات الشعب السوري الإنسانية الهائلة، مطالبةً بتمديد تفويض دخولِ المساعدات عبر الحدود لعامٍ كامل.

ولفتت إلى أنَّ الولايات المتحدة ستعمل للحصول على تفويضٍ لـ12 شهراً لكافة المعابر الحدودية “باب الهوى وباب السلام والراعي”، وذلك من خلال قرارٍ في مجلس الأمن الدولي في شهر تموز، وطالبت كافةَ الدول بدعمِ هذا القرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى