بذرائعَ واهيةٍ “هيئةُ تحريرِ الشام” تبدأ البغيَ على مدينةِ كفرَتخاريمَ.. ما القصةُ؟
شهدت مدينة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي فجر اليوم قصفاً مكثّفاً بالدبابات ومدافع الهاون والرشاشات الثقيلة من قبل هيئة تحرير الشام في محاولة لاقتحامها، وذلك بعد أنْ استقدمت ليلة الأمس تعزيزات كبيرة من عناصرها إلى محيط المدينة.
حيث تدور حالياً اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام وأهالي المدينة، وسط أنباء مؤكّدة عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وكان قد بثّ ناشطون عدّة تسجيلات مصوّرة لأصوات الاشتباكات العنيفة التي تدور منذ فجر اليوم على جميع أطراف المدينة، مع صور تظهر حشود عسكرية ضخمة لقوات هيئة تحرير الشام, في الوقت الذي تشهد بلدات ريف إدلب الجنوبي قصفاً من طائرات الاحتلال الروسي.
وكانت قد أرسلت حكومة الإنقاذ مساء أمس الأربعاء وفداً للتفاوض مع وجهاء المدينة، حيث طالب الوفد بتسليم أهالي المدينة 70 شخصاً لهيئة تحرير الشام، كما عرض الوفد على الأهالي تعيين 20 شخصاً من أبناء المدينة في مخفر الشرطة مقابل 10 عناصر لهيئة تحرير الشام، وتسليم جميع الحواجز في المدينة للهيئة، وتنظيم عمل لجان الزيتون في المعاصر برفقة لجان من الأهالي.
وتعليقاً على الاتفاق أصدرت الفعاليات المدنية والعسكرية في المدينة بياناً بعد منتصف ليلة الأمس قالت فيه: إنّ “الاتفاق بين الوجهاء ووفد الإنقاذ ولد ميتاً”، مؤكّدين فيه “رفضهم تسليم السلاح والمطلوبين لهيئة تحرير الشام”.
وتضامناً مع أهالي مدينة كفرتخاريم وتنديداً بممارسات هيئة تحرير الشام، خرجت مظاهرات حاشدة في كلّ من كفروما ومعرة النعمان وأرمناز وكللي ومدينة إدلب التي قامت هيئة تحرير الشام بتفريقها بعدما هدّد الأمنيون التابعون للهيئة بملاحقة المتظاهرين.
كما أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً بخصوص هجوم هيئة تحرير الشام على مدينة كفر تخاريم، وذلك بعد محاصرة البلدة والتضييق على أهلها منذ أيام، موضّحاً أنّه ليس لهيئة تحرير الشام سلطة شرعية معتبرة حتى ولو بحكم الغلبة، فهم ليسوا دولة معترفاً بها لا من قِبَل المناطق التي يسيطرون عليها، ولا من غيرها ولا من قِبَل العلماء والوجهاء، ومشيراً إلى أنّ الهيئة متسلطة على حقوق الناس، والذين يخضعون لها فهم يفعلون ذلك اتقاءً لشرّها وخوفاً من بطشها.
الجدير ذكره أنّ أهالي مدينة كفر تخاريم كانوا قد خرجوا منذ أيام بمظاهرات حاشدة مناهضة لحكومة الإنقاذ، وذلك احتجاجاً على أفعال الحكومة ومطالبين بمحاسبة الفاسدين فيها، بالإضافة إلى طردهم عدداً من مسؤوليها خارج المدينة.