بريطانيا: سوريا تقفُ على حافةِ الهاويةِ والحلُّ في قرارِ مجلسِ الأمنِ 2254

أعلن المبعوث البريطاني الخاص إلى سوريا “مارتن لونغدن”، أنّ سوريا تقف على حافة الهاوية, وأنّ الأزمة الاجتماعية الاقتصادية التي تجتاحها “تزداد سوءاً كلّ أسبوع”.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات له أمس الأحد, بمناسبة انتهاء مهامِه كمبعوث للشأن السوري بعد ثلاثِ سنوات من تعيينه.

وقال لونغدن, “لقد كان لي شرفُ العمل في مثل هذه القضية الصعبة والمأساوية ولكنّها هامة، على الرغم من أنّ الأمرَ كان محبِطاً في كثير من الأحيان، إلا أنّه لا يمكننا ولا يجب أنْ نتوقّفَ عن المحاولة”.

وذكر أنّ الحل في سوريا في متناول اليد وهو في قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي يوفّر خريطة طريق إلى سوريا أكثر شمولية ووحدة واستقراراً وازدهاراً، إلا أنّ داعمي نظام الأسد والذين لهم تأثيرٌ عليهم ما زالوا يحاولون الحفاظَ على وضع سياسي غيرِ مستدام، مشدّداً أنّ السوريين يدفعون الثمن لهذا التأخير.

وقال المبعوث البريطاني: إنّ “مصير سوريا مهمٌ ليس فقط للشعب السوري، وليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط، ولكنْ للعالم كلّه، لقد تضرّر الكثير من القوانين والأعراف والقيم الدولية في هذا الصراع، إنّه يترك وصمة عار لا تخجل المسؤولين فحسب، بل تخجلنا جميعاً”.

وتابع, “بالطبع ستكون هناك حاجة إلى التنازل والمرونة من السوريين في الطيف السياسي ومن المجتمع الدولي أيضاً، لكنْ لا أحدٌ يربح عندما تحترق سوريا، باستثناء داعش وغيرهم ممن يريدون سوريا ضعيفة, عقداً من الصراع طويلاً للغاية، يجب أنْ يتوقّف”.

وشدّد على أنّ سوريا “لديها الكثير من الأصدقاء الحقيقيين في المجتمع الدولي، أناسٌ لامعون، يبذلون كلَّ ما في وسعهم للتخفيف من المعاناة ودفعِ هذه الأزمة إلى الأمام”.

وأضاف أنّ “المملكة المتحدة ستواصل الوقوفَ مع سوريا بتقديم المساعدات الإنسانية والدعوةَ إلى وقفِ الفظائع والضغط من أجل المساءلة، واستخدام شبكتنا الدبلوماسية العالمية لبناءِ توافق في الآراء من أجل حلٍّ عادلٍ للأزمة”.

وتأتي استقالةُ المبعوث البريطاني إلى سوريا، عقبَ مُضيّ شهرٍ واحد عن تركِ المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” وتعيينِ “جول رايبرن” بدلاً عنه.

وكان “لونغدن” شغلَ عدّةَ مناصب خلال السنوات الماضية، منها منصبُ نائب السفير البريطاني في كابول ما بين عامي 2015-2017 قبلَ أنْ يُعيّنَ مبعوثاً خاصاً إلى سوريا كما عمل قبلَ ذلك كرئيس لقسم الشؤون الخارجية والكومنولث في لندن لمدّة ثلاثة أعوام.

ولم تنشطْ بريطانيا بشكلٍ كبير في الملفّ السوري خلال السنوات الماضية على عكس نظيرتها الأمريكية، في حين اتّخذت مواقف مؤيّدة للقرارات الأمريكية، وأهمها شنّ ضربات على مواقع نظام الأسد في 2018 ردّاً على استخدام النظام للأسلحة الكيماوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى