بعدَ سنواتٍ من التشبيحِ “جزّارُ جبلةَ” مطاردٌ وفارٌّ إلى لبنانَ

بعد سنوات من الترهيب والسرقة وابتزاز أهالي مدينة جبلة، تناقل ناشطون إعلاميون في المدينة، الجمعة الفائت، أخباراً تتحدّث عن هروب “آيات بركات”، قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” في جبلة إلى لبنان وبحوزته ملايين الليرات، وذلك بعد دخوله بصراع مع ميليشيا “الحارث” في القرداحة التي يقودها ابن عم رأس نظام الأسد “بشار طلال الأسد”، وتدخل أجهزة نظام الأسد الأمنية في المدينة لاعتقاله.

وونقل موقع “الأورينت” عن عضو” لجان التنسيق المحلية” في مدينة جبلة، “أبو يوسف جبلاوي” قوله، إنّ “آيات بركات الذي استمر بقيادة ميليشيا الدفاع الوطني في المدنية لسنوات، والمسؤول عن عمليات اعتقال واسعة طالت عشرات الشبان في المدينة الرياضية بجبلة، اختفى قبل أيام قليلة بعد اعتقال ميليشيات الأمن سموءل منى، الذراع الأيمن للمجرم الفار آيات بركات”.

وأوضج جبلاوي، أنّ “الاعتقالات طالتْ أيضاً عدداً من أفراد ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة، لكنّ بركات هرب قبل أنْ تصل إليه ميليشيات الأمن”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ “قائد الميليشيا وعصابته كانوا يعملون في التشبيح والسرقة وابتزاز الناس لسنوات تحت نظر أجهزة الأمن، لكن يبدو أنّ ورقته قد احترقت وحان التخلصُ منه” على حدّ قوله.

وبهروب قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” من المدينة يؤكّد جبلاوي، أنّ “مقرات هذه الميليشيا باتت فارغة تماماً من عناصرها بعد أنْ طوّقها الأمن، ومن غير المستبعد أنْ يتمّ ملاحقتهم جميعاً وحلّها بشكلٍ كاملٍ”.

ويُعرف بركات الذي لمع اسمه في عام 2013 كأحد أبرز وجوه التشبيح في جبلة، بأنّه على علاقة وطيدة بـ “حافظ مخلوف” ابن خال رأس نظام الأسد وشقيق رامي مخلوف.

ومنذ ذلك الحين تحوّل العامل في كهرباء السيارات والمنتمي إلى الطائفة العلوية إلى تشكيل ميليشيا “الدفاع الوطني” في جبلة، والذي ضمّ عناصر معظمُهم من قطاع الطرق، وأصحاب السوابق، حيث بدأ المذكور بالتشبيح أولاً على أبناء المدينة المعارضين واختطف عشرات الشبان في المدينة الرياضية بجبلة وتعذيبهم وطلب فدية مالية من ذويهم، ثم توسّع لتشمل عمليات ميليشياته السرقة وابتزاز كبار التجار وقطع الطرقات، إلى أنْ اصطدم مؤخراً مع ميليشيا أخرى هي” الحارث” التي قامت باعتقاله وكسر يده قبل أنْ تطلق سراحه.

وتذكر مصادر في مدينة جبلة بعض الجرائم التي اشتهرت عصابة بركات بتنفيذها، لاسيما ضد سكان المدينة “السنة” ومنها الاستيلاء على كميات كبيرة من الذهب لأحد تجار جبلة المعروفين، والاستحواذ على قطعة أرض لتاجر على طريق جبلة – اللاذقية وتهديده بالاعتقال، وسرقة فيلا لأحد سكان جبلة المعارضين، عدا عن اختطاف فتاة واغتصابها قبل قتلها، هذا بالإضافة لقبض ملايين الليرات طيلة هذه السنوات، لأجل تخليص شبان من أيدي عصابته وأحياناً يتمّ قتلهم حتى بعد قبض الفدية.

وتؤكد المصادر أنّ الشبيح بركات تحوّل خلال الأعوام الماضية من عامل في محلات الصناعة إلى رجل ثري جداً يدير عدّة معامل وله عقارات كثيرة وسيارات فارهة وحرس شخصي.

ورغم كلِّ الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا “الدفاع الوطني”؛ إلا أنّ نظام الأسد وميليشياته الأمنية بقيت صامتة على تجاوزاته طيلة السنوات السابقة، لكنّ تحركها هذه الفترة لحلِّ الميليشيا واعتقال بركات أثار العديد من التساؤلات حول دلالة التوقيت ومدى علاقة الحملة الأمنية تجاه هذه الميليشيا بالاشتباك الذي حصل بينها وبين ميليشيا الحارث، ودعم حافظ مخلوف لآيات بركات.

وفي هذا السياق طرح الناشط الإعلامي في ريف اللاذقية أحمد زكريا فرضيتين لملاحقة آيات بركات، أولها “تتعلق بخشية نظام الأسد من توسّع نطاق الاشتباكات بين ميليشيا الدفاع الوطني، وميليشيا الحارث في وقت يسعى فيه للتخلص من كليهما، بسبب نفوذهم في المدينة وعدم حاجته لهم بعدَ استتباب الوضع له على جبهات اللاذقية”.

والثانية، هي المرجّحة بالنسبة له، وتتمثّل بعلاقة آيات بركات المعروفة بآل مخلوف الذين منحوه هذه السلطة القوية، وبالتالي فإنّ نظام الأسد ومن خلال سعيه للحدّ من سلطة آل مخلوف في اللاذقية عمد إلى ملاحقته وحلّ الميليشيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى