تجدّد الاشتباكات بين ميليشيات حزب الله اللبناني والدفاع الوطني بريف دمشق بسبب المـخـدرات
عادت قضية المـخدرات والاتجار بها لتطفو على السطح من جديد عقب تجدّد الاشتباكات بين ميليشيا حزب الله اللبناني من جهة وميليشيا الدفاع الوطني من جهة أخرى، وذلك في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان في محيط ريف دمشق، إثر الخلاف على صفقة مـخدرات وفق ما ذكرته مصادر محلية هناك.
وسبق أن اندلعت اشتباكات بين الميليشيات المذكورة، والتي تزامنت أيضاً مع حملات اعتقال متبادلة بين الطرفين، والتي طالت قادة بارزين، وذلك إثر خلاف مشابه على صفقة حبوب مخـدّرة قادمة من لبنان إلى سوريا.
وقالت مصادر محلية من ريف دمشق إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت مطلع الأسبوع الماضي بين ميليشيا الدفاع الوطني وبين ميليشيا حزب الله في عدّة بلدات ومدن حدودية تقع في جرود القلمون الغربي ومنطقة جرود فليطة بريف دمشق.
حيث شهدت تلك المناطق ومن بينها بلدات قارة وفليطة استنفاراً أمنياً تزامن مع نشر كبير للحواجز فيها، وذلك بعد مقتل قيادي من ميليشيا حزب الله يدعى “حسين مرجعيون” على يد قيادي في ميليشيا الدفاع الوطني بمنطقة جرود فليطة وذلك بسبب خلاف على أرباح صفقة مخـدّرات تمّ إدخالها إلى سوريا عبر المنطقة المذكورة وبالتعاون المشترك بين حزب الله والدفاع الوطني.
وأضافت المصادر أنّ أحد قياديي الدفاع الوطني كان قد توجّه إلى مقرّ لحزب الله داخل بلدة فليطة من أجل تقاسم الأرباح المتّفق عليها، ولسبب ما دخل في شجار مع قياديي حزب الله وسرعان ما انتهى بانسحاب قيادي الدفاع الوطني من المقر، ليعود بعد فترة قصيرة وبرفقته قوة كبيرة حاصرت المقر وبدأت بإطلاق النار على عناصر الحزب داخله الأمر الذي أدّى لمقتل القيادي مع خمسة من عناصره.
وأشارت المصادر إلى أنّه على إثر ذلك سادت حالة من الاستنفار في صفوف ميليشيا حزب الله اللبناني، وتمّ استقدام قوات له من مناطق يبرود والتل والزبداني لمؤازرة العناصر هناك.
وبحسب المصادر فإنّ ميليشيا حزب الله ومنذ شهر نيسان الماضي وهو ذات الشهر الذي تمّ إدراج الحرس الثوري الإيراني فيه على لوائح الإرهاب، زادت من كميات المخـدرات التي تدخلها من لبنان إلى سوريا.
حيث تعدّ تجارة المخـدرات مصدراً مالياً أساسياً لتمويل نشاط ميليشيا حزب الله اللبناني، والذي بدأ يتهاوى مالياً بفعل العقوبات الدولية على داعمه الوحيد (إيران)، حيث تمّ رصد 9 شحنات مخـدرات دخلت سوريا بالتعاون مع ميليشيا الدفاع الوطني عبر ريف دمشق لوحده في الفترة الممتدة بين آذار الماضي وحزيران الجاري.
وأكّدت المصادر أن ميليشيا حزب الله اعتمدت على الجامعات السورية والمدارس الثانوية إضافة إلى المقاهي العامة والمطاعم حتى بعض سائقي سيارات الأجرة في تصريف المخـدرات التي يدخلها إلى سوريا، وذلك عبر أشخاص يختارهم الحزب بعناية وفق تراتبية تنتهي بأحد القادة العسكريين التابعين له.
وفي أواخر العام الماضي اندلعت مواجهات بين ميليشيات الأسد وميليشيا حزب الله على الحدود السورية – اللبنانية، وبالتحديد من الجهة المقابلة لعدد من المناطق الواقعة بريف دمشق، بعد خلاف على صفقة ممنوعات، حيث تطوّر فيما بعد لحملات اعتقال متبادل تلاها الدخول في اشتباك مسلّح بين الأطراف أدّت إلى سقوط عدة قتلى وجرحى.
وقالت المصادر آنذاك إنّ الاشتباكات بدأت بين ميليشيات حزب الله اللبناني من جهة وبين مجموعات أخرى تابعة لميليشيا لدفاع الوطني من بينها عناصر كانت في السابق تابعة لميليشيا درع القلمون التي تشكّلت بغالبيتها من أبناء مدينة التل في بلدة فليطة، وسرعان ما امتدّت لجرودها وصولاً للحدود اللبنانية وإلى الداخل اللبناني من جهة الحدود السورية.