تصاعدُ وتيرةِ الاغتيالاتِ لضبّاطٍ بارزينَ في قواتِ الأسدِ

تصاعدتْ وتيرةُ الاغتيالات التي طالتْ ضباطاً بارزين بقواتِ الأسد في الساحل السوري خلالَ الشهرين الماضيين، وسطَ غموضٍ كبير وتكتّمٍ عن الجهة التي تنفّذُ هذه الاغتيالات.

حيث نعتْ صفحاتٌ إعلاميّة مواليةٌ لنظام الأسد قبلَ أيام، ضابطين أحدُّهما برتبة عقيدٍ قُتلا في محافظتي اللاذقية وطرطوس في ظروفٍ غامضة.

موقعُ “تلفزيون سوريا” نقلَ عن مصادرَ محليّة قولها، إنَّ مدنيين عثروا على المدعو “بسام رشو” (49 عاماً)، والذي يشغلُ منصب نائب رئيس الرابطة الفلاحية في محافظة اللاذقية وأحدَ الضبّاط المتقاعدين، مقتولاً على يدِ أحد أبناء بلدته، لأسبابٍ مجهولة، موضّحةً أنَّ عملية الاغتيال تمّتْ في قرية برابشبو بريف اللاذقية.

كما نعتْ صفحاتٌ موالية، العقيدَ في صفوف النظام المدعو “عبد المجيد سليمان حبوس” (58 عاماً) الملقّب بـ “أبو غفار” بظروف غامضة، في قريةِ حمام واصل بمنطقة بانياس، بريفِ محافظة طرطوس.

وبالتزامن مع ذلك، ذكرتْ صفحاتٌ موالية على “فيسبوك” أنَّ الضابط برتبة عميد ركن “أكثم الحسين” تُوفي من جرّاءِ “مضاعفات المرض” وينحدر من قرية سنديانة عين حفاض، بمنطقة صافيتا التابعةِ لريف طرطوس.

في حين تحدّثت مصادرُ أنَّ العميد الذي يشغل قائدَ اللواء الثاني (اقتحام) التابعِ لميليشيات الفيلق الخامس المدعومة روسياً، تُوفي من جرَّاءَ إطلاقِ الرصاص عليه من قِبل مسلحين مجهولين في ريف طرطوس ولم يكن مريضاً.

وفي الفترة ذاتها نعى موالون للنظام العميدَ في “الحرس الجمهوري” رجب مهنا، والذي شغلَ قائداً ميدانياً في إحدى جبهات ريفِ حلب ودمشق والغوطة والمنحدرَ من ريف اللاذقية، والعقيدَ علي سلمان علي المنحدر من قرية الجبيبات الغربية قرب جبلة، والعقيدَ “سائر غسان سبيهي” الذي ينحدرُ من قرية “حميميم” بريف جبلة.

وحول أسباب تصاعدِ وتيرةِ الاغتيالات قال الناشط الإعلامي في اللاذقية “أبو يوسف جبلاوي” لموقع “تلفزيون سوريا”، إنَّ معظمَ من تمَّ نعيهم مؤخّراً في الساحل السوري قُتلوا بطرق مشابهة وكان لافتاً إلى أنَّ أكثرهم تمَّ اغتيالهم عبرَ حوادث سير مدبّرة أو بالرصاص، مشيراً إلى أنَّ هذه الظاهرة تفاقمت بشكل لافتٍ وبدأت تدور كثيرٌ من الأسئلة حول أسبابها.

وأضاف الناشط أنَّ هناك تكتّماً كبيراً من نظام الأسد وتشديداً على إظهار الوفاة بأنَّها لأسباب مرضية، في حين ذكرت العديدُ من الصفحات المحلية أنَّ بعض الضبّاطِ كانت ظروفُ قتلِهم مجهولةً تماماً.

واعتبر أنَّ ما يحدثُ هو سلسلةٌ متصلةٌ من تصفيات تسعى جهات للتخلّص منها وبعض من الضباط القتلى كانوا يتمتّعون بنفوذ كبيرٍ في الساحل لا سيما العميد أكثم الحسين الذي كان مسؤولاً عن تطويع شبّانٍ لصالح ميليشيا “الفيلق الخامس” في الساحل.

ولم يستبعدْ الناشطُ أنْ تكونَ هذه الاغتيالات ضمن صراعٍ واسعٍ داخل أجهزة نظام الأسد الموالي بعضها لإيرانَ وأخرى لروسيا.

من جانبه أشارَ الضابطُ المنشقُّ عن قواتِ الأسد “تيسير غزال”، إلى أنَّ الاغتيالات في صفوف ضبّاط قوات الأسد البارزين لم تقتصرْ على الساحل وإنَّما طالت أماكن أخرى.

مبيّناً أنَّ كُلاً من روسيا وإيران تسعيان للسيطرة على بُنيةِ قوات الأسد واستبعادِ الضبّاط والقادة غيرِ المتعاونين معها وهذا السبب الأول للاغتيالات التي نشهدها.

وأضاف أنَّ الصراع يتركّز حالياً بين الفرقة الرابعة المدعومة من قِبل إيران وبين ميليشيا الفيلق الخامس التي تمثّل روسيا مع بعض الألوية الأخرى.

وتوقّع الضابطُ المنشقُّ أنْ يشتدَّ هذا الصراعُ خلالَ الأشهر المقبلة وأنْ تتصاعدَ وتيرةُ الاغتيالات في كلا الطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى