تصريحاتٌ عنصريّةٌ ضدَّ اللاجئينَ من قِبلِ البطريرك “الراعي” في لبنانَ

أثارت تصريحاتُ البطريرك الماروني بشارة الراعي جدلاً واسعاً وردودَ أفعالٍ غاضبةٍ بعدَ دعوته إلى إعادة اللاجئين السوريين في لبنان قسراً إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، على اعتبار أنّه “من غيرِ الممكن حدوثُ عودة طوعيّة”، بحسب وصفِه.

وردّ المحامي اللبناني طارق شندب على البطريرك بشارة الراعي قائلاً في منشورٍ على صفحته في “فيس بوك”: “عليه أولاً أنّ يطالبَ بعودة ميليشيات حزب الله من سوريا”.

وتابع “نتمنّى على البطريرك الراعي أنْ يطالب بعودة المسلّحين اللبنانيين التابعين لميليشيا حزب السلاح والإرهاب من سوريا حتى يعودَ السوريون إلى بلدهم، وأنْ يعيدَ أولئك المسلحون ما سرقوه من سوريا، وأنْ يعيدوا بناءَ ما هدموه”.

الداعية الإسلامي حسن مرعب إمام وخطيب جامع الإمام علي في بيروت اعتبر في تسجيل بثّه على حسابه في “تويتر” أنَّ تصريحات “الراعي” هي بمثابة إعلان حربٍ طائفية خصوصاً في وضعِ لبنان الراهن والفلتان الأمني الذي تعيشه البلاد.

وأضاف “مرعب” أنَّه من “غير الممكن خروجُ هكذا تصريح من رأس الكنيسة المارونية الذي يفترض أنْ يكونَ داعي الرحمة والإنسانية”.

وتساءل الصحفي أحمد الشامي قائلاً: “من سيتحمّل مسؤولية الدماء التي ستُراق من عودة اللاجئين السوريين قسراً إلى جزّار دمشق؟”.

من جانبه طالب الناشط وائل عبدالعزيز الكنيسة في لبنان بالاعتذارِ عن هذه الدعوات المسيئة، معتبراً أنَّ تصريحات بشارة الراعي “تحريضٌ مباشرٌ على الجريمة ودعوة صريحة على شكلِ فتوى سياسية لاستباحتهم والعمل على تهجيرهم بأيِّ شكل”.

وكانت إذاعة الفاتيكان قد نقلت عن “الراعي” قوله على هامش مشاركته في مؤتمر كنسي بالعاصمة المجرية بودابست: إنَّه “على اللاجئين السوريين العودةُ إلى سوريا لأنَّ الحرب انتهت هناك. وهم لا يريدون الإقرار بذلك، ويصرّون على البقاء في لبنان”.

وأضاف أنَّه لا يكنّ العداء للاجئين السوريين، لكنَّ لبنان لا يستطيع تحمّل مثل هذا العبء، مشيراً إلى أنَّ اللبنانيين يغادرون بلادهم، واللاجئين يحلّون مكانهم.

وفي تصريح عنصري ذكرَ “الراعي” أنَّ “السوريين يعيشون أفضلَ من اللبنانيين أنفسهم، فلديهم وظائف وأعمال تجارية، إضافةً إلى أنَّهم يتلقّون المساعدة من المنظّمات الدولية كلَّ شهرٍ، مطالباً بتقديم هذه المساعدات إليهم داخل سوريا”، مشيراً إلى أنّ تدخّله أسفرَ عن تغيير رأي بابا الفاتيكان نفسه بشأن اللاجئين السوريين في لبنان، حيث كان يدعو “البابا” إلى دمجِ اللاجئين أينما كانوا، بينما كانت هذه الدعوة في الحالة اللبنانية ضدَّ مصالح لبنان.

وفي الأسبوع الفائت قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا إنَّ “التصعيد في الأعمال القتالية وتجدّد العنف يثيران القلق”، مؤكّدة على أنَّ “البلاد غير صالحة للعودة الآمنة والكريمة للاجئين، ومن الصعب عليهم إيجادُ الأمن أو الملاذ الآمن في هذا البلد الذي مزّقته الحربُ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى