تفاصيلُ خطّةٍ أمريكيةٍ لعزلِ نظامِ الأسدِ وعرقلةُ إعادةِ إعمارِ مناطقِ سيطرتهِ

نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” تقريراً قالت فيه إنّ الولايات المتحدة تبلور ملامح استراتيجيتها تجاه سوريا من خلال سلسلة إجراءات عسكرية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية وتشريعية لوضع نظام الأسد في صندوق العزلة لسنوات، والاتجاه تصاعدياً نحو تكثيف الضغوط على النظام.

وأضافت الصحيفة أنّ شهر حزيران المقبل سيحمل مواعيد فاصلة في عزل النظام لدى بدءِ تنفيذ “قانون قيصر”، الذي يفرض عقوبات قاسية على أيِّ جهة عربية أو أجنبية تساهم في عملية إعادة الإعمار في سوريا، بالإضافة إلى انعقاد مؤتمر المانحين في بروكسل، وصدام روسي غربي متوقّع إزاء تمديد قرار تقديم المساعدات الأممية عبر الحدود إلى سوريا.

وبحسب الصحيفة، تطلب واشنطن حكومة سورية حالية أو مستقبلية توفّر شروط عدم زعزعة الاستقرار لجوارها أو دعم الإرهاب أو تهديد حلفاء واشنطن في المنطقة، والتخلّي عن السلاح الكيماوي وتوفير عودة طوعية آمنة للاجئين السوريين، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا خلال السنوات الماضية.

وتواصل الولايات المتحدة علاقاتها مع المعارضة السياسية والاتصال مع النازحين واللاجئين السوريين لتعزيز الصفوف، والتنسيق مع الدول الداعمة للمعارضة، كما تواصل اتصالاتها العلنية والدبلوماسية مع دول عربية وأوروبية لمنع التطبيع السياسي والدبلوماسي مع نظام الأسد.

وتشمل الضغوطات العسكرية عدداً من البنود، منها استمرار الوجود العسكري شرق الفرات، والحظر الجوي لدعم قسد ومنع النظام من السيطرة على تلك المناطق، وحرمانه من الموارد الطبيعية فيها، إضافة إلى استمرار بقاء قاعدة التنف لقطع طريق الإمداد بين إيران ومناطق نظام الأسد، وتقديم دعم استخباراتي ودبلوماسي لتركيا ومواجهة قوات الأسد وروسيا في شمال غرب سوريا، والبحث في إمكانية استثمار الفجوة بين موسكو وأنقرة بشأن إدلب، وأخيراً مباركة الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في دمشق وجوارها، وذلك أنّ الاعتقاد في واشنطن أنّ حملة الضغوط وإبقاء نظام الأسد بالصندوق تعطي مجالاً لإسرائيل لشنّ غارات لتقويض النفوذ الإيراني في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ النظام العميق في واشنطن يشير إلى أنّ العقوبات الاقتصادية هي بمثابة مصعد يسير إلى أعلى فقط ومن الصعب إنزاله، ما يعزّز الاعتقاد بأنّ الحملة الأمريكية ذات الأذرع الأربعة سترمي بسوريا في صندوق العزلة، بانتظار تغيير يأتي بعدَ سنوات، ما لم تحصلْ مفاجأة سورية أو تفاهم روسي – أمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى