تفاصيل خاصة حول الصراع الخفي بين الميليشيات الإيرانية والروسية في حلب.. ما الغايات وراء ذلك؟

قتل وجرح عددٌ من عناصر ميليشيات “الفيلق الخامس” الموالية للاحتلال الروسي وميليشيات أخرى موالية للاحتلال الإيراني إثر مواجهات بينهما في مدينة حلب شمالي سوريا.

وقال مصادر محلية: إنّ “المواجهات اندلعت بين ميليشيا الفيلق الخامس الموالي للاحتلال الروسي وميليشا لواء العباس التابعة للاحتلال الإيراني خلال الأسبوع الماضي، وذلك بالقرب من طريق مطار حلب الدولي وحي الخالدية في مدينة حلب، دون معرفة أسبابها المباشرة”.

وأضافت المصادر أنّ 4 عناصر من ميليشيا “الفيلق الخامس” كانوا قد قتلوا وأصيب عنصر آخر بجروح، نتيجة الاشتباكات مع “لواء العباس” يوم الأربعاء الفائت في حي الخالدية بحلب.

في حين أصيب 5 عناصر من ميليشيا “لواء العباس” وعنصر من ميليشيا “الفيلق الخامس” بجروح، نتيجة المواجهات بين الطرفين على طريق مطار حلب الدولي.

وأضافت المصادر أيضاً أنّ ميليشيات الاحتلال الإيرانية كانت قد حصّنت مقراتها وحشدت قواتها في حيي “جبل محسن” و”الإذاعة”، بينما شهدت أحياء “مساكن هنانو” و”طريق الباب” و”الصاخور” و”طريق المطار” استنفاراً من قبل الطرفين.

وعلى خلفية تلك المواجهات، عادت ميليشيات الاحتلال الإيرانية لتبدأ مخطّطاتها التوسعية الجديدة، في محاولة منها لضمان بقائها في المناطق التي استولت عليها في المدينة، التي باتت مقسّمة النفوذ بين الميليشيات المتناحرة من حيث الولاء والتبعية.

حيث قالت مصادر خاصة من حلب: إنّ “الميليشيات الإيرانية بدأت مخطّطاً للسيطرة على الأحياء الواقعة في محيط مطار حلب الدولي، بهدف منع الهجمات التي تشنّها الميليشيات المدعومة روسياً على المطار بين الفينة والأخرى، خصوصاً وأنّ الأخيرة حاولت خلال الأسبوعين الماضيين اقتحام المطار من الجهة الغربية في محاولة للسيطرة عليه”.

وأضافت المصادر الخاصة أنّ “أوتوستراد (حلب – دمشق) يعدّ الخط الفاصل بشكلٍ تقريبي بين مناطق الطرفين، فالميليشيات الإيرانية تسيطر على مطاري حلب الدولي وعلى مطار النيرب العسكري.

إضافةً لسيطرتها على مخيم النيرب وصولاً لأحياء جنوب شرقي حلب كالشيخ سعيد ومنطقة معمل الأسمنت وبعدها ريف حلب الجنوبي، إضافة لامتدادها في الشمال الغربي في كلّ من المدينة الصناعية وحندرات وباشكوي وتل مصيبين، حيث تبدو السيطرة الإيرانية على شكل دائرة غير مغلقة تماماً، وتحيط بكامل مدينة حلب”.

وبحسب المصادر ذاتها فإنّ “الميليشيات الإيرانية عمدت مؤخراً لوضع موطئ قدم لها في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الروسية في أحياء كرم الجزماتي والميسر، لكونها قريبة من مطار حلب الدولي من جهة، وإشرافها وقربها على أوتوستراد حلب الدولي من جهة أخرى، وذلك عبر ما يشبه البعثات التبشيرية، إلا أنّ ذلك قوبل باستنفار كبير من قبل الميليشيات الروسية في المدينة”.

حيث حاولت الميليشيات الإيرانية العودة لسياسة نشر الدين الشيعي، والتي كانت قد اعتمدتها في مراحل ما قبل الثورة السورية، حيث بدأ بعض أئمة المساجد بإلقاء خطب عن فضل الشيعة وقيمهم وعاداتهم، في محاولة لاستمالة الناس إلى المذهب الشيعي، الذي يعدّ أحد أهم أساليب طهران في السيطرة على المناطق”.

إلا أنّ المخطط الإيراني الجديد سرعان ما قوبل بالقمع، حيث اعتقلت ميليشيا “بري” ثلاثة من أئمة المساجد في الأحياء التي تسيطر عليها وهم الشيخ “عبد الجليل قطان”، الشيخ “نعيم ؟؟؟”، الشيخ “سمير الراضي”، بتهمة تحريض الناس على العصيان ضد الدولة وهي تهمة ملفّقة لتغطية الأسباب الحقيقية المتمثلة بـ “الولاء لإيران، ومحاولة كسب تأييد الناس ضد الميليشيات الروسية في المدينة”.

وعلى الجانب الآخر وبينما تقوم الميليشيات الروسية بتقطيع أوصال الإيرانيين في مناطقها، قامت الميليشيات الإيرانية بإبعاد العديد من العائلات التي تربطها ولو صلة قرابة بعيدة بإحدى العشائر الموالية للاحتلال الروسي في حلب، وذلك من منازلها في أحياء مخيم النيرب والشيخ سعيد، إضافة لعزل العديد من مخاترة الأحياء من مناصبهم وتعيين ما يسمى مشرفي أحياء ولجان محلية موالية لهم لإدارتها.

الجدير بالذكر أنّ صراع ميليشيات الاحتلالين الإيراني والروسي في مدينة حلب، رافقه العديد من حوادث الاغتيال المتبادلة بين الطرفين، والتي كان آخرها قبل أيام، إقدام مجهولين على قتل القيادي في ميليشيا الباقر المدعو “سليمان الحرح” الملقب (أبو دمار الطحان) قرب دوار الحيدرية بمدينة حلب.

فيما سبق ذلك اغتيال القيادي في ميليشيا النجباء الشيعية الإيرانية “حسين أكبري” بإطلاق النار عليه من قبل مجهولين في حي الشيخ سعيد بحلب.

وكانت الميلشيات الإيرانية قد منعت في شهر آذار الماضي دورية عسكرية تابعة لشرطة الاحتلال الروسية من المرور بالقرب من القاعدة الإيرانية في “جبل عزّان” بريف حلب الجنوبي، والتي تعتبرها طهران قاعدة عسكرية خاصة بها، بالرغم من الاتصالات التي جرت بين قيادات الطرفين، والتي انتهت بعدم قبول قيادات الحرس الثوري الإيرانية بمرور تلك الدورية الروسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى