تقريرٌ حقوقيُّ: سوريا غيرُ آمنةٍ.. وعودةُ اللاجئينَ مرتبطةٌ بالانتقالِ السياسي

أكّدت الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان على أنَّ سوريا بلدٌ غيرُ آمنٍ، وعودةَ ملايين اللاجئين مرتبطةٌ بتحقيق انتقالٍ سياسي ديمقراطي.

جاء ذلك في تقريرٍ للشبكة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أوضحت خلاله أنَّ الانتهاكاتِ التي مارسها نظامُ الأسد وبقيةُ أطراف النزاع، تسبّبت بتشريد نصفِ الشعب السوري ما بين نازحٍ ولاجئٍ، وما زال هناك عشراتُ الآلاف يرغبون في اللجوء بسببِ استمرار الانتهاكات، التي تُعاد العلاقات مع مرتكبيها، مما يعني فقدانَ أيِّ أملٍ في العودة القريبة إلى سوريا.

كما طلبت الشبكةُ من السلطات اليونانية والمفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين بفتحِ تحقيقٍ للكشف عن أسباب غرقِ قاربِ طالبي اللجوء المتّجه إلى اليونان والذي أسفرَ عن وفاة 37 سورياً.

وأكّدت الشبكةُ على أنَّ الانتهاكاتِ المستمرّةَ من قٍبل مختلف أطرافِ النزاع والقوى المسيطرة في سوريا هي السببُ الرئيس وراء توليدِ مزيدٍ من اللاجئين، وعلى الرغم من تراجع وتيرةِ بعض الانتهاكات في العامين الأخيرين، لكنَّ الأثرَ التراكمي لهذه الانتهاكاتِ على مدى اثني عشر عاماً خلَّف أوضاعاً كارثيةً لحالة حقوق الإنسان في سوريا، من قتلٍ، واعتقالٍ تعسفي وإخفاءٍ قسري، وتشريد قسري، وتعذيب، ونهبِ أراضٍ وممتلكات، وفلتانٍ أمني أدّى إلى عمليات اغتيال وقتلٍ عبر التفجيرات عن بُعدٍ، وغيرِ ذلك من أنماط الانتهاكات.

وأشارت إلى أنَّه بسبب هذه الانتهاكات التي تهدّد جوهرَ حقوق وكرامة الإنسان، وعدمِ وجود أيِّ أفقٍ لإيقافها أو محاسبةِ المتورّطين فيها، يحاول المئاتُ من السوريين الفرارَ من أرضهم، وبيعَ ممتلكاتهم، وطلبَ اللجوء حول العالم.

الشبكة وثّقت في تقريرها ما لا يقلُّ عن 3367 حالةَ اعتقال تعسّفي بينها 246 طفلاً و212 سيّدةً أنثى بالغة، بحقِّ لاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامة إلى مناطق إقامتِهم في سوريا منذ مطلع عام 2014 حتى حزيران 2023، مبيّنةً أنَّ جميعَهم اعتُقلوا على يد نظام الأسد، الذي أفرج عن 2094 حالةً وبقيت 1273 حالةَ اعتقال، تحوّل 923 منها إلى حالةِ اختفاءٍ قسري.

كما سجّلت الشبكةُ الحقوقية ما لا يقلُّ عن 74 حالةَ عنفٍ جنسي تعرّض لها اللاجئون العائدون في المدّة ذاتها.

وشدّدت أنَّه لا يحقُّ لأيّة حكومة أنْ تُقيّمَ الأوضاع في سوريا، ثم بناءً على هذا التقييم تتّخذ قراراتٍ بترحيل اللاجئين السوريين لديها إلى سوريا، لافتةً إلى أنَّ مهمّة تقييم الأوضاع في سوريا هي من وظيفة المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولجنةِ التحقيق الدولية المستقلة، والمنظماتِ الحقوقيّة الدوليّة، والمنظمات المحليّة المختصة والفاعلة بتوثيق الانتهاكات في سوريا، كالشبكة السورية لحقوق الإنسان، وجميعُ هؤلاء أكّدوا أنَّ سوريا بلدٌ غيرُ آمن.

كما شدّدت على أنَّ إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية لا يعني أنَّ سوريا أصبحت بلداً آمناً لعودة اللاجئين، لأنَّه ما زال يمارس جرائمَ ضدَّ الإنسانيّة.

وأعربت الشبكة عن تخوّفها جدّياً من أنْ تؤدّي إعادةُ العلاقات مع نظام الأسد إلى إجبار اللاجئين السوريين على العودة.

ولفتت إلى تسجيل إعادة قسريّة لما لا يقلُّ عن 874 لاجئاً سورياً في لبنان، وذلك منذ مطلع نيسان 2023 حتى الآن، بينهم 86 سيّدةً و104 أطفالٍ، إضافةً إلى اعتقال 87 شخصاً منهم من بينهم طفلان و5 سيّداتٍ، معظمُهم قامت مفرزةُ الأمن العسكري التابعةُ لنظام الأسد باعتقالهم في منطقة المصنع الحدودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى