توقّعاتٌ عديدةٌ حولَ مصيرِ مقاتلي داعش وعائلاتِهم المحتجزينَ لدى ميليشيا الوحداتِ الكرديةِ بعدَ العمليةِ التركيةِ

ربط بيان البيت الأبيض الأخير بين قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من الشريط الحدودي السوري مع تركيا وبين تعهّد أنقرة بتحمّل مسؤولية ملفّ معتقلي تنظيم داعش في شمال سوريا، والذين تتفاوت التقديرات بشكلٍ كبيرٍ حول أعدادهم، وكانت قد فشلت واشنطن في حلّ مشكلتهم طوال الأشهر الماضية.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية يوم أمسِ الاثنين إنّ “واشنطن تتوقّع من تركيا تولّي المسؤولية عن سجناء تنظيم داعش، وذلك في حال سيطرت أنقرة خلال تدخّلها المرتقب في شمال شرق سوريا على منشآت احتجازهم ضمن المنطقة.

حيث لم تكشفْ تركيا حتى الآن عن استراتيجية واضحة للتعامل مع معتقلي داعش في سجون “قسد”، ومنهم عددٌ كبير من المقاتلين الأجانب إلى جانب حاملي الجنسية السورية، وما إنْ كانت سوف تنقلهم لسجون داخل تركيا، أو سوف تدير سجوناً لهم داخل الأراضي السورية، وما إنْ كانت سوف تنجح بالفعل في الضغط على بلادهم لاستعادتهم.

وتتوقع تركيا أنْ تقوم ميليشيا الوحدات الكردية بإطلاق سراح جميع المعتقلين من تنظيم داعش مقابل إقناعهم بالقتال في صفوفها ضد الجيش التركي، ومن أجل الضغط على العالم، وإحراج تركيا أمام المجتمع الدولي، حيث حذّرت هذه الوحدات مراراً من أنّ أي عملية عسكرية تركية سوف تؤدّي إلى عودة ظهور تنظيم داعش في شمال وشرق سوريا.

وفي تأكيد لهذا الأمر، قال الرئيس التركي يوم أمس الاثنين، إنّ “بلاده تدرس ماهية الخطوات اللازمة لضمان عدم فرار عناصر داعش من السجون في منطقة شرق الفرات”، وكانت قد بدأت عدّة وسائل إعلام تركية بالحديث عن أنّ ميليشيا الوحدات الكردية بدأت بالفعل بتسريح عددٍ من عناصر داعش من السجون.

وبدورها حذّرت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” من خطورة عودة خطر تنظيم داعش، وخاصة في مخيم الهول للاجئين، في حال إقدام تركيا على شنّ عملية عسكرية شرق الفرات.

وأوضحت “الإدارة الذاتية” أنّ مخيم الهول يحوي 30890 لاجئاً عراقياً، و30314 نازحاً سورياً، و10454 مهاجرة من مختلف دول العالم، وهم من عوائل التنظيم الإرهابي، ولسن أقلّ خطورة من آلاف مقاتلي التنظيم في مراكز التوقيف لدى قسد”.

كما صرح “مصطفى بالي” المتحدث باسم “قسد” لشبكة “CNN” الأمريكية بالقول: “نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان أعلى درجات الأمن في السجون والمخيمات، ومع التدخل التركي أصبحنا مجبرين على سحب بعض قواتنا من السجون والمخيمات، وإرسالهم إلى الحدود لحماية شعبنا”.

وفي ذات السياق قال الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في تغريدةٍ له عبر موقع تويتر: “سيتعين على تركيا وأوروبا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع وبحث ما يريدون القيام به مع مقاتلي داعش الذين تمّ أسرهم في جوارهم، لأنّهم جميعهم يكرهون داعش”.

كما شدّد بدوره المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن” على أنّ “بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية، وليس لديها نية للاحتلال أو التغيير الديموغرافي في سوريا”، مؤكداً أنّ “بلاده ستواصل الكفاح ضد تنظيم داعش الإرهابي، ولن تسمحَ لهم بالعودة مجدّداً بأيّ شكلٍ من الأشكال”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى