جيمس جيفري: روسيا تواجِهُ في سوريا نفسَ مصيرِ أمريكا بـ”فيتنامَ” ويستبعدُ عودةَ قواتِ الأسدِ إلى إدلبَ

أكّد المبعوث الأمريكي السابق، الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، أنّ الاحتلال الروسي يواجه في سوريا مصيراً مشابِهاً لما حصل للولايات المتحدة في فيتنام, مستبعِداً احتماليةَ عودة قوات الأسد إلى إدلب, كما حدّدَ شروطاً لقبول الولايات المتحدة الأمريكية التعاملَ بوجود رأس نظام الأسد.

وفي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”, ذكرَ المبعوث الأمريكي السابق, أنّ الروس باتوا مقتنعين بعدم قدرتهم على تحقيق نصرٍ عسكري في سوريا، وأنّ نظام الأسد فقدَ شعبيته ولم يعدْ مؤثّراً.

وأضاف أنّ الاحتلال الروسي بات يستثمر مواردَه في سوريا دون أنْ يحقّقَ نجاحاً ويتمكّنَ من الخروج من الأزمة السورية، وليس أمامه الآن سوى التعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وأشار “جيفري” إلى أنّ الروس وصلوا لعمقِ المستنقع السوري كما وصلت من قبلُ أمريكا إلى عمق مستنقع فيتنام، وباتوا يحتاجون لبعض الوقتِ لإدراك ذلك، وهو ما سبق وأنْ حصل معهم في أفغانستان.

وأوضح أنّ بلاده ستواصل الضغط على الاحتلال الروسي حتى تجعلَه يدرك أنّه في مستنقعٍ وعليه الخروجُ منه، كي لا يسقطَ ويغرقَ فيه ويصبحَ عاجزاً عن النهوض.

كما استبعد “جيفري”، في حديثه للصحيفة, احتماليةَ عودة قوات الأسد إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا, حيث قال، “لا أظن أنّ قوات الحكومة (قوات الأسد) ستعود إلى إدلب في أيِّ وقت قريب”، بسبب انتشارِ الجيش التركي في المحافظة.

ويرى جيفري أنّ الجيش التركي “لديه القدرةُ على منعِ النظام من الذهاب إلى إدلب”، إذ لديه “حوالي 20 ألف جندي، وربّما 30 ألفاً، هناك”.

وأضاف، “إنّني متأكدٌ من أنّ تركيا بدعم من أمريكا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لن تسمحَ بذلك”.

كما حدّد “جيمس جيفري”، شروطاً لقبول الولايات المتحدة الأمريكية التعامل مع وجود رأس نظام الأسد، في سوريا, وقال في حديثه للصحيفة، إنّ بلادَه تقبل سوريا بوجود رأس نظام الأسد “إذا كان الأسد يغيّرُ سياسته”.

كما أبدى جيفري قبول1ق واشنطن التعامل مع نظام الأسد في ظلّ وجود الاحتلال الروسي، ولكن ليس في ظلِّ وجود الاحتلال الإيراني.

وأضاف، “لا نقول إنّه على روسيا أنْ تغادر، نقول: إنّه على إيران أنْ تغادرَ، لكن كجزء من التسوية النهائية في سوريا، أيضاً أمريكا ستغادر، تركيا ستغادر، إسرائيل ستغادر، هذا هو عرضنا”.

وأوضح جيفري شروط التطبيع مع نظام الأسد بأنّها, “تطبيق القرار 2254، أيضاً، في أيّ تسوية وكجزء من أيّ تسوية، يجب انسحابُ تركيا وأمريكا والقوات الإيرانية وعدم توفير ملجأٍ آمنٍ للإرهابيين والعملُ مع المجتمع الدولي ضدّ الإرهابيين، إضافة إلى تنفيذ جميع الالتزامات المتعلّقة بالبرنامج الكيماوي في اتفاق 2013”.

وأضاف “أيضًا محاسبة أولئك الذين ارتكبوا جرائم الحرب، والعمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لعودة كريمة وحرّة للسوريين إلى بلادهم. هذا ما نتوقعه”.

وأجاب جيفري عن قبول أمريكا التطبيعَ والتعاملَ مع رأس نظام الأسد في حال قبل هذه الشروط، بالقول، “هذا لا يتعلّق بقبول الأسد، هذا يخصّ مقاربة (خطوة مقابل خطوة)، هذا ما قلنا للروس، في حال قبول هذه الشروط، فإنّنا سنخفّف الضغط خطوة بعد خطوة ونرفع العزلة الدبلوماسية والعقوبات”.

وتوجّه الصحفي لجيفري بسؤال, “حتى من الأسد نفسه؟”، فأجاب: “إذا الأسد نفسه بدأ تنفيذ هذه الشروط، فإنّنا سنبدأ بالردّ (بخطوات). نعم صحيح”.

ولفت جيفري إلى الانقسام في النخبة الحاكمة، ووضعِ رامي مخلوف، لافتًا إلى أنّ داعمي نظام الأسد والاحتلالين الروسي والإيراني وتحديداً الأخيرة تحت ضغطِ العقوبات الأمريكية.

وأوضح أنّ العقوباتِ الأمريكية ستزداد تشديداً على نظام الأسد سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.

وقال جيفري إنّ لأمريكا عدّة أدوات للإبقاء على نظام الأسد في “صندوق العزلة”، إحداها العقوبات، موضّحاً أنّ العقوبات تضرُّ بالنظام وتعرقل قدرته على اتخاذ القرار والأعمال العسكرية.

وكان جيفري قدّم استقالته في تشرين الثاني الماضي، بالتزامن مع خسارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للانتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى