دراسةٌ أمريكيةٌ: مناطقُ شرقي سوريا هي الأسوءُ على كافةِ الصُعُدِ

قامت مؤسسة “راند” للأبحاث الأمريكية، المتخصّصة بتقديم دراسات مفصّلة للجيش الأمريكي،

نشر دراسة حديثة عن مآلات الوضع في شرقي سوريا بعد “داعش”، لاسيما بعدَ مرور نحو عام ونصف على هزيمة تنظيم “داعش” في بلدة الباغوز بريف دير الزور، آخرَ معاقله شرقي سوريا.

وبحسب الدراسة؛ إنّ البنية التحتية في مناطق شرقي الفرات أقلّ بمراحل عن أيّ منطقة سورية أخرى، إذ يوجد نقصٌ حادٌ في توزيع الماء، والكهرباء، والزراعة، وتشحُّ المصانع، كما لا يوجد في المدينة ما يكفي من الجسور، والطرق.

ولفتت إلى أنّ تهالك البنية التحتية، وسوءَ الأحوال المعيشية، دفعت الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط، إلى القول؛ إنّ “الكثير من التقدّم العسكري الجيد تمّ صنعُه، لكنّ الجزء الصعب أعتقد أنّه أمامنا، ولذلك نعمل على تحقيق الاستقرار في هذه المناطق، وتدعيم المكاسب، وإعادة الناس إلى منازلهم”.

وأوضحت الدراسة أنّه برغم الحكم “الجائر” لتنظيم “داعش” لأكثر من ثلاث سنوات شرقي الفرات، وبطشه بأيِّ مخالف له، إلا أنّ الأهالي باتوا يسألون أنفسهم اليوم “هل نحن أفضل الآن؟”، وفي البوكمال، ودير الزور، والميادين، سجلت خروج محطتين رئيسيتين للكهرباء عن العمل، إضافة إلى تعطّل 12 مستشفى، و16 سوقاً.

واشارت أنّ هناك عدّة نقاط لا تزال عالقة، ولم يتمّ التوافق عليها بين أهالي المنطقة والمجالس المحلية من جهة، وميليشيات “قسد” من جهة أخرى، وأبرز هذه النقاط: “ترسيم نقاط حدودية آمنة للمنطقة، بقصد جعل شرقي الفرات موقعاً خالياً من المعارك، إضافة إلى التوافق حول الميليشيات المسلّحة المحلية، وشرعية سلاحها”.

ومن النقاط أيضا: “تنظيم الحركة التجارية، وإدارة المياه، وتقاسم عائدات النفط والغاز، والاهتمام بالنازحين”، أما النقطة الأبرز التي يطالب بها الأهالي، هي الحصول على ضمانات بعدم التعرّض لعائلات يشتبه بتعاطفها سابقاً مع تنظيم داعش.

وتقول “راند”؛ إنّ جُلَّ هذه المطالب سيتمّ التوصّلُ إلى حلٍّ بشأنها بأوامرَ من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وهو المسؤول الفعلي عن قسد، وبحسب الدراسة، فإنّه حتى لو تمّ تطبيق ما يلزم لإعادة استقرار شرق الفرات، والتوصّل لاتفاق بين المجالس المحلية و”قسد”، إلا أنّ هناك عوامل خارجية قد ترسم المشهد.

وذكرت “راند” أنّ هذه المنطقة لن يتنازل عنها نظام الأسد ومن خلفه روسيا وإيران بسهولة، كما ستشهد توتراً متصاعداً مع تركيا، أما الولايات المتحدة، فعجزت عن بناء علاقات ودّية لها مع كبرى التجمّعات العشائرية في تلك المنطقة، وهو ما قد يدفعها لمضاعفة جهودها، وعلّقت “راند”: “هذه التعقيدات ستأتي بنتائج سلبية عند التخطيط لأيِّ أمرٍ قادم”.

وأوضحت أنّ مفتاح الدخول لهذه المنطقة من قِبل الأطراف المتنازعة، سيكون بالاستثمارات فيها، ولفتت إلى أنّ هروب تنظيم من المنطقة، لا يعني عدم عودتهم أو السعي لعودتها مجدداً.

وفي سياق متصل، يشكّل إنتاج النفط والغاز من حقول دير الزور، 70 بالمئة من إجمالي الإنتاج في عموم سوريا، وهو ما مكّن تنظيم داعش من الحصول على 250 إلى 365 مليون دولار سنوياً، وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” ذكرت في 2015، أنّ “داعش” ينتج يومياً من 34 ألفاً إلى 40 ألف برميل يومياً.

تقول مؤسسة “راند”: هناك مساران لإرساء الأمان شرقي سوريا، الأول اعتبار نهر الفرات حداً فاصلاً بين قوات “قسد”، والقوات الأجنبية. وأنْ تقوم قسد بحفظ الأمان داخل دير الزور بنفسها.

فيما المسار الثاني يتمثّل في تطبيق نهج تفاعلي بين الجهات كافة، لحفظ المدينة من أيّ هجمة محتملة، وذكرت “راند” أنّ الهدف من هذه الدراسة، محاولة توعية مجتمع شرقي الفرات بخطر عودة “داعش”، ونوّهت “راند” إلى ضرورة وضعِ عودة اللاجئين والنازحين لمنازلهم أولوية لها، وفْقَ ماترجم موقع “عربي 21”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى