دفنوهم بصمتٍ.. تقريرٌ يكشفُ ارتكابَ جرائمَ داخلَ مستشفى عسكريّ تابعٍ لنظامِ الأسدِ

وثّق تقريرٌ حقوقي، شهاداتِ معتقلين سوريين سابقين في سجون نظام الأسد تحدّثوا خلالها عن عمليات تصفيةٍ وتعذيب وإخفاءٍ داخل مستشفى “تشرين” العسكري بالعاصمة السورية، وكيف تمَّ إجبارُهم على نقلِ جثثِ ضحايا التعذيب من المعتقلات إلى المستشفيات.

التقريرُ الذي أصدرته رابطةُ معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، اليوم الثلاثاء تحت عنوان “دفنوهم بصمت”، كشفَ أيضاً عن تفاصيل تركِ المعتقلين داخلَ سجن صيدنايا بريف دمشق، من دون علاجٍ حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة، وتعرّضَ آخرون للضرب المبرح.

ووفقاً للتقرير فقد أُجبر معتقلون مرضى على نقلِ جثثٍ، وتُرك آخرون من دون علاج حتى لفظوا أنفاسَهم الأخيرة، وتعرّض كثيرون لضربٍ مبرّح، وِفق شهادات معتقلين سابقين في مستشفى تشرين العسكري في سوريا.

ويسرد التقرير الذي اعتمدَ على مقابلاتٍ مع 32 شخصاً بينهم معتقلون سابقون وعناصرُ أمن وأفرادٌ من الكادر الطبي ووثائقَ مسرّبةٍ، مسارَ التعامل مع جثث المعتقلين و”التخلّصَ منها”، من نقلها وتجميعها وتوثيقها وتصويرها وصولاً إلى إرسالها إلى المقابر الجماعية.

ويشير إلى أنَّ مفرزةَ الشرطة العسكرية التابعة للمستشفى هي “المحطّةُ الأولى للمعتقل وهي أيضاً مكان تجميع جثثِ المعتقلين قبلَ تحميلها ونقلِها إلى مقابر جماعية” في نجها والقطيفة وجسر بغداد (قرب دمشق).

ويُجبر المعتقلون على نقلِ جثثٍ من السجن إلى المستشفى، و”أحياناً يكون بين الجثث مرضى ينازعون بين الحياة والموت، فيقوم المساعدُ في النظارة بتصفيتهم”، بحسب التقرير.

ونوّه التقرير إلى أنَّ شهادات الوفاة تصدرُ لاحقاً من المستشفى وغالباً ما تُكتب أسبابُ الوفاة على أنَّها توقّفُ القلب أو فشلٌ كلوي أو جلطة دماغية، لافتاً إلى أنَّ الأطباءَ الشرعيين لا يقومون فعلياً بفحص جثثِ المعتقلين الذين قضوا فعلاً بمعظمهم تحت التعذيب أو جرّاءَ ظروف اعتقال سيئة.

كما يوثّق التقرير أيضاً “عملياتِ تعذيب وحشية بحقّ المعتقلين المرضى” يقوم بمعظمها عناصرُ المفرزة الأمنيّة التابعةِ لمشفى تشرين، وكذلك وثّق تعرّضَ بعضِ المعتقلين المرضى لإهانات من “الكادر الطبي” وضربٍ شديدٍ على أيدي معتقلين آخرين، على مرأى من عناصر أمنٍ لم يحرّكوا ساكناً، وِفق التقرير وشهادات ناجين.

ولفت التقريرُ الحقوقي إلى أنَّ عناصرَ المفرزة كانوا أحياناً يتخلّصون من المعتقلين المرضى بخنقهم عبرَ لفّ منشفةٍ أو خرقة حول أعناقهم.

وقال الشريكُ المؤسس في الرابطة ديابُ سرية لفرانس برس “يؤدي تشرين دوراً مركزياً في عمليات الإخفاء القسري والتستّر على عمليات تعذيب وتزييفِ أسباب الوفاة، فضلاً عن المعاملة السيئة داخل المستشفى وتصفيةِ معتقلين، وذلك كلّه يُعد جرائمَ ضدَّ الإنسانية”.

وأضاف، “ما يحصل في مستشفى تشرين ومستشفيات عسكرية أخرى يُعدُّ بمثابة سياسة ممنهجة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى