صحيفةٌ أمريكيّةٌ: في لقاءِ بايدن ـ بوتين يجبُ التركيزُ على سوريا واتخاذِ أفعالٍ لا كلامٍ فقط

أكّدت صحيفة “واشنطن بوست” أنَّ تحرّكات وأفعال الرئيس الأمريكي “جو بايدن” في جنيف حول الملفِّ السوري، ستكون بمثابة امتحان حول استعداد الولايات المتحدة لمواجهة التوسّع الروسي والصيني في المنطقة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أنَّ سوريا ستكون على أجندة لقاء الرئيسين الأمريكي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، بجنيف الأسبوع المقبل.

لافتةً إلى أنَّ التوصَّل لشكل من التعاون بين واشنطن وموسكو بالشأن الإنساني في سوريا، سيكون إشارةً عن الجهود المشتركة وسيزيد من آمال ملايين الناس الذين يعانون.

وأشارت الصحيفة أنَّه في “حال أصرَّ بوتين على تجويع السوريين فعلى بايدن التقدُّمُ ومساعدتُهم”.

منوَّهةً إلى أنَّ هناك 3 ملايين معظمُهم من النازحين في داخل بلادهم تجمّعوا في محافظة إدلبَ، وهم جوعى وبحاجة ماسّة للمساعدة وعرضةٌ للقنابل التي تطلقها قواتُ الأسد وحليفُها الاحتلال الروسي.

كما أنَّ نظام الأسد وشركاءه الروس والإيرانيين يحاولون ارتكاب الكثير من جرائم الحرب، لكنَّ سلاح الجوع والحرمان من الطعام هو الأقوى والذي استخدموه كوسيلة لكسرِ إرادة السوريين الذين يعارضون النظامَ وللسنة الحادية عشرة من الحرب، بحسب الصحيفة.

الصحيفة نقلت عن عددٍ من المسؤولين الأمريكيين البارزين أنَّ موضوع تجديد آلية المساعدات الإنسانية عبرَ الحدود شمال سوريا، سيكون على أجندة الرئيس بايدن في لقائه مع بوتين الأسبوعَ المقبلَ بسويسرا.

كما قال المسؤولون إنَّ الإدارة على تواصل مباشر مع روسيا وعلى مستويات عدَّة، وضغطَ وزير الخارجية أنتوني بلينكن على نظيره الروسي سيرغي لافروف في لقائهما الذي عُقد في ريكيافيك الشهر الماضي.

وعلَّق “بريان كاتوليس”، الزميل في مركز التقدم الأمريكي “إنَّها لحظة الوضوح.. فكيفية تعامل روسيا والولايات المتحدة مع سوريا ستكشف عن موقفِ بوتين فقط وستفصح عن التزام إدارة بايدن في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية باعتبارهما أولوية في سياستها الخارجية”.

واعتبرت الصحيفة أنَّ الموقفَ الروسي العلني يقوم على ضرورة مرورِ كلِّ المساعدات من خلال نظام الأسد، معتبرةً أنَّه “موقف غريب لو أخذنا بعين الاعتبار أنَّ الأسد هو الذي يقوم بالتسبّب بالمعاناة الإنسانية”.

وخلف الأضواء يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنَّ روسيا تريد تخفيف العقوبات مقابلَ السماح بمرور المساعدات، ولكن هذا سيكون بمثابة مكافأة لبوتين على عدم تجويعه المدنيين، وهي فكرة بشعة.

وأشارت إلى أنَّه “في حالة رفضِ بوتين التعاون مع بايدن في ملف الإغاثة الإنسانية، فستواجه الولايات المتحدة وشركاؤها، بمن فيهم تركيا، تحدّياً كبيراً للعمل خارج نظام الأمم المتحدة ولتوفير الإغاثة لإدلبَ”.

معتبرةً أنَّه “يجب أنْ يكون هذا هو الواقع الذي على أمريكا تحضيرُ نفسها له الآن”، كما أنَّ “هذه التحضيرات ستزيد من نفوذ واشنطن أمام موسكو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى