صحيفةٌ تكشفُ عن صفقةٍ “أمريكيّةٍ – روسيّةٍ” لتخفيفِ الضغطِ عن نظامِ الأسدِ
أبرمت الولاياتُ المتحدة بهدوء اتفاقاً مع روسيا يخفّف الضغطَ السياسي على نظام الأسد في الأمم المتحدة، وفقاً لما كشفتْه صحيفةُ “فورين بوليسي” الأمريكية.
وأشارت الصحيفة في مقالٍ لها أنَّه إذا وافق مجلسُ الأمن المكوّنُ من 15 دولةً على ذلك، فإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد اجتماعات أقل بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا ويعزّز جلسات منفصلة حول الإغاثة الإنسانية والانتقال السياسي الذي لم يكتسبْ سوى القليل من الزخم على مدى السنوات العديدة الماضية.
وأوضحت أنَّ “الاقتراح يعكس التعبَ المتزايد في المجلس بشأن مسيرةٍ لا نهايةَ لها على ما يبدو من الاجتماعات التي يناقشها الدبلوماسيون حول نفس المواد، ويؤدّي إلى تفاقم الخلافاتِ بين القوى العظمى، ويؤدّي إلى القليل من الإنجازات الملموسة بشكلٍ يائسٍ”.
خبيرةُ الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي والمؤسسُ المشارك لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية “جمانة قدور” أكّدتْ للصحيفة أنَّ هذا “بالضبط ما تريده روسيا وإيرانُ ونظام الأسد، يريدون منا التخلّصَ من أيِّ ضغوطٍ على الأدلّةِ التي يتمُّ تقديمُها علناً حول ما يفعله النظامُ بالمدنيين”.
ولفتت الصحيفة إلى أنَّ “الاتفاقية الأمريكية الروسية ستقلّص من مناقشاتِ المجلس بشكل حادٍ حول الأسلحة الكيميائية السورية في الاجتماعات الفصلية الشهرية”.
وبيّنت أنَّ “الاتفاقية الأمريكية الروسية ستقلّل عددَ الاجتماعات لمناقشة الانتقال السياسي في سوريا من اجتماعٍ واحد شهرياً إلى اجتماعٍ واحدٍ كلّ شهرين. وسيتمُّ حصرُ هذا الاجتماع في جلسة تتناول الأزمةَ الإنسانية”.
مع ذلك، تشير الصحيفة إلى أنَّ التنازلات الأمريكية تقصر كثيراً عن الأهداف التي حدّدتها روسيا لإعادة نظام الأسد إلى المجتمع الدولي وإقناعِ المانحين الغربيين بضخِّ مليارات الدولارات في سوريا لمساعدة روسيا في إعادة البناء.
كما نقلت الصحيفة عن خبراءَ قولَهم إنَّ “مداولات المجلس تعكس حقيقةَ أنَّ الولايات المتحدة، إلى جانب الكثير من دول العالم، تتحرّك نحو أزمات أخرى”، مشيرين إلى أنَّ “نظام الأسد بدأ في إعادة العلاقات الدبلوماسية التجارية مع القوى الإقليمية الرئيسية”.
ولفتتْ الصحيفة إلى أنَّ عدمَ اهتمام إدارة بايدن بسوريا أثار غضبَ حلفائه في الكابيتول هيل، حيث بعث كبارُ المشرّعين الأمريكيين في وقت سابق من هذا الشهر برسالة إلى بايدن يحثّونه فيها على تولي مزيدٍ من القيادة بشأن سوريا، وتمَّ التوقيعُ على الرسالة من قِبل الرؤساء الديمقراطيين للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ومجلس النواب في لجنة الشؤون الخارجية ونظرائهم الجمهوريين.
وحذَّرت رسالةُ المشرّعين من أنَّ جهودَ الإدارة بشأن سوريا حتى الآن، بما في ذلك تأمينُ تجديدِ تفويض الأمم المتحدة لتسليم المساعداتِ الإنسانية عبرَ الحدود، “تعالج فقط أعراض الصراع الأساسي وستفشلُ في نهاية المطاف في غياب إستراتيجية دبلوماسية أوسع لحلِّ النزاع”.
وذكرت أنٍَ الرسالة قدمت توبيخاً رسمياً نادراً للسياسة الخارجية للإدارة من بعض أهمّ حلفاء الرئيس الديمقراطيين في الكابيتول هيل.
ونوَّهت الصحيفةُ أنَّ الطبيعة السرية للمحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا أثارت غضبَ الآخرين، بما فيهم فرنسا وبريطانيا اللتان كانتا تحضران اجتماعات مجلس الأمن وما يُقدّم فيها من اقتراحات “باعتبارها صفقةً منتهيةً”.