صحيفةٌ فرنسيةٌ: الأسدُ يترنّحُ بعدَ عشرينَ عاماً من الحكمِ

نشرت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية مقالاً مشتركاً بين (لوك ماتيو) و(هالة قضماني)،بدءً من آخر أزمات سوريا، من سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الذي شبّهاها بحمى المزاد، حيث الوتيرة لا تتوقف لحظة: 1800، 2400، 3000، 3500، 3800.. إلخ مقابل الدولار، وذلك حتى قبيل دخول العقوبات الأميركية الجديدة على نظام دمشق حيزَ التنفيذ.

وكانت مقدمة المقال (بين العقوبات الدولية والأزمة الاقتصادية والخلافات داخل الكتلة التي تحكم البلاد، ووسط انتقادات موسكو وطهران والمظاهرات الشعبية يجدُ النظام السوري نفسه محاطاً بالمصائب من كلِّ حدبٍ وصوب، وها هو الرئيس السوري بشار الأسد يترنح بعد عشرين سنة في السلطة).
وشبّه ماتيو والقضماني “قانون قيصر” الذي صوّت عليه الكونغرس في نهاية العام الماضي، وشجبته وسائل الإعلام الرسمية بشدّة واعتبرته “إرهابا اقتصادياً، بحبل يلتف حول عنق اقتصاد الأسد، الذي يعاني أصلاً من مشاكل جمّة، ولكنهما أوضحا أنّه ليس الكارثة الوحيدة التي يجب أنْ يواجهها بشار الأسد الذي لم يكد يتذوّق انتصاره العسكري والسياسي حتى تراكمت عليه المصائبُ لتحولَ دون تمتعه بالسلام.
ونوّه الكاتبان أنّ هذه الأيام تصادف الذكرى السنوية العشرين لوصول بشار إلى رئاسة الجمهورية خلفاً لوالده حافظ الأسد فإنّ الرئيس الشاب لا يجد سجلاً يستطيع الاحتفال به، حيث يواجه بعد تسع سنوات من الحرب المدمّرة على بلاده تمزّقاً غيرَ مسبوق داخل أسرته التي حكمت سوريا منذ عام 1970.
وأضاف الكاتبان بانّ هناك مجالا آخر يثير قلق الأسد، وهو بالخصوص عدم الرضا الذي أبداه الحليفان اللذان يدين لهما الأسد ببقائه، وهما إيران وروسيا، حيث قال عضو في البرلمان الإيراني في مقابلة نشرت في 20 مايو الماضي /في تذكير غيرِ مسبوق “ربّما قدّمنا لسوريا ما بين عشرين وثلاثين مليار دولار ونحتاج لاستعادتها.
وفي الوقت الذي تنأى فيه إيران بنفسها مركّزة على مشاكلها الصحية والاقتصادية المحلية، خرجت في روسيا سلسلة من المقالات المنشورة في الصحافة القريبة من الكرملين مندّدة بالفساد وعدم كفاءة السلطة في دمشق كما يقول الكاتبان.
كما لفت المقال إلى أنّ نظام الأسد وبعد تسع سنوات من الحرب ورغم المجازر والقصف ،لم يسيطرْ على كامل الأراضي السورية، حيث بقيت خارج سيطرته منطقتان رئيسيتان، إحداهما في الشمال الشرقي تديرها قوات (قسد)، والأخرى محافظة إدلب في الشمال الغربي، كما لا يزال الجنود الأميركيون منتشرين في مناطق النفط.

وأشار الكاتبان الى أنّ الوضع الراهن أعاد المظاهرات الشعبية والاحتجاجات ، حيث يجتمع الآلاف من الأشخاص في إدلب والسويداء حاملين شعارات ضدّ الأسد.
وفي درعا التي كانت منطلق النزاع في عام 2011، والتي وصفت بأنّها “هادئة” بعد “اتفاق المصالحة” الذي نفّذته روسيا في 2018- فإنّ الجماعات المسلّحة عادت للظهور، وبدأت هجمات محدودة ضدّ القوات الموالية للحكومة ( بحسب وصف الكاتبان).
وأختتم الكاتبان مقالهما، بانّ جنوب سوريا بدأ يشهد علامات على التمرد، كما يشير إلى ذلك تقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وتوقّعا أنْ تواجه القوات الموالية للأسد نوعاً من عدم الاستقرار في الشمال الشرقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى