صحيفةٌ لبنانيةٌ مموّلةٌ إيرانياً تروّجُ لقربِ انهيارِ اتفاقِ التسويةِ في جنوبِ سوريا

نشرت جريدة “الأخبار” اللبنانية الموالية لإيران تقريراً عن الأوضاع في الجنوب السوري بعد عامٍ على بدءِ سريان اتفاق الجنوب، مشيرةً إلى عودة المنطقة الجنوبية إلى واجهة المشهد السوري، بعد أنْ كانت قد شهدت هدوءاً نسبياً.

حيث ذكرت الجريدة بأنّ اتفاق التسوية شارف على الانتهاء مدعيةً بأنّه لم يضبط لأكثر من عام، نتيجةَ عدم استخدام القبضة الأمنية والعسكرية من قبل نظام الأسد، وخاصةً خلال الفترة الأخيرة التي شهدت كثيراً من عمليات الاغتيال ومحاولاتِه عدا عن التفجيرات التي استهدفت مواقعَ وآلياتِ قوات الأسد وميليشياتها.

وحمّلت الجريدةُ أيضاً أسبابَ عودةِ عمليات الاغتيال والتفجيرات لفصائل التسوية والمصالحة من قادةٍ ومقاتلين وناشطين سابقين في فصائل الجيش الحرّ وبقاءِ الأسلحة الخفيفة باستلامها، مشيرةً إلى أنّ هذه الحوادث تُنذر بخطرٍ قادم على المنطقة.

ونوّهت الجريدةُ إلى إمكانية أنْ يقومَ نظامُ الأسد بعملية عسكرية واسعةِ النطاق في جنوب سوريا، لإخضاع المنطقة إلى سلطته، حيث كان يزعم النظامُ بأنّه لا زال يسعى إلى تجنّب ذلك طوالَ الفترة السابقة.

ولفتت الجريدةُ إلى أنّ التفاهماتِ التي تمّت ما بين موسكو وفصائلِ المصالحة منعتْ مخابراتُ نظامِ الأسد من الوصول بشكلٍ كبير إلى المقاتلين من فصائل الجيش الحرّ سابقاً، مما مكّن أولئك المقاتلين خلال الفترة الماضية من إعادة تنظيمِ أمورِهم وتفعيلِ أنفسهم، والاستفادةِ من فترة الهدوء التي كانت في المنطقة، للاستعداد والتخطيطِ لهجمات جديدة ضد مواقعِ قواتِ الأسد وعناصرها.

كما نقلت الجريدةُ نقلاً عن مصدرٍ عسكري في جيش الأسد قوله: إنّ “مسلحي الجنوب في الوقت الراهن لديهم القدرةُ على تنفيذ عملياتٍ أمنية وتخريبية صغيرة، فهم يمتلكون السلاح الكافي والخبرةَ والتدريب، فضلاً عن أنّ لديهم معرفةً واسعة بالجغرافيا وكيفيةِ تنفيذِ عمليات كهذه ثم الانسحابِ والاختفاء، حيث السلاحُ موجود بوفرة، فهم كانوا قد سلّموا القليل من أسلحتهم فقط، ولكن الأسلحة الفردية والعبوات والألغام ما زالت موجودةً بكثرةٍ، ولم يطالبْهم بها أحد”.

واتهمت الجريدة ارتباطَ العمليات العسكرية التي يتمّ تنفيذُها في الجنوب السوري ضدّ قوات الأسد وميليشياتها بالارتباط السابق لفصائل الجيش الحر سابقاً بأجندات خارجية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات والأردن، زاعمةً أنّ تلك الدولَ هي التي دفعتها باتجاه التسوية مع الجانب الروسي.

يذكر أنْ نظامَ الأسد كان قد سيطر على الجنوب السوري في ذات الفترة من العام الماضي بعد حملةٍ عسكرية استمرت لشهر، أفضت إلى اتفاقِ التسوية وتهجيرِ الرافضين له نحو الشمال السوري.

إلا أنّ بقاءَ قسمٍ كبير من فصائل الجيش الحرّ سابقاً وانطواءَهم تحت جناح الفيلق الخامس الموالي لروسيا، وتلقيَهم دعماً مباشراً من قاعدة حميميم العسكري الروسية، مكّن تلك الفصائل من اللعب في توزان القوى في المنطقة الجنوبية، دون أنْ يكونَ نظامُ الأسد اللاعبَ الوحيد والأقوى في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى