عزوفُ المعلمينَ في شمالِ غربِ سوريا عن التعليمِ والعملُ بمهنٍ أخرى

سلّط تقريرٌ لجريدة القدس العربي الضوء على الأسباب التي دفعت الكثيرَ من المعلمين في شمال غربِ سوريا إلى العزوف عن التدريس والعملِ بمهنٍ أخرى.

ولفت التقرير إلى أنَّ الواقعَ الاقتصادي المتردّي في الشمال السوري ألقى بثقله على مختلف مناحي الحياة، وكان للعملية التعليمية نصيبُها من تداعيات هذا التردّي، لا سيما المعلمَ صاحبَ النصيب الأكبر.

وأوضح أنَّه بسبب انقطاع وقلّةِ الرواتب والعمل التطوعي لكثير من المعلمين على مدار سنواتٍ، لجأ الكثيرُ منهم لمهنٍ أخرى بالإضافة للتعليم لتأمين متطلبات الحياة في ظلِّ الارتفاع الكبير في الأسعار وتردّي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.

ونقلت الجريدةُ عن أحدِ المدرسين قوله أنَّه ترك التدريس بعد 14 عاماً بسبب تدنّي رواتبِ المعلمين في ظلّ الارتفاعِ الكبير للأسعار ليلتحقَ بعمله الجديد كمحاسب في إحدى الشركات الخاصة.

وأوضح أنَّ الواقع التعليمي تجاوز مرحلةَ الخطر وباتت المصيبةُ كبيرةً، مبيّناً أنَّ مئاتِ المدرسين يستقيلون سنوياً من مهنتهم بسبب ارتفاعِ الأسعار الجنوني وعدمِ كفاية الرواتب لتأمين متطلبات المعيشة، متسائلاً، كيف لمعلم غيرِ قادر على إطعام أسرته أنْ يكونَ قادراً على بناء جيلٍ متعلّم؟.

ممثّلُ نقابةِ المعلمين في إدلب، رافعُ الرحمون، أرجع سببَ عزوف معلمين عن مهنتهم والتحاقهم بمهنٍ أخرى إلى عوامل عدّةٍ، منها ضعفُ المردود المادي للمعلم.

وأوضح الرحمون أنَّ المنحةَ التي يتقاضاها المعلم لا تكفي لأبسط مقوّماتِ الحياة الكريمة ومتطلبات عائلته، فهي أقلُّ من كلِّ الرواتب التي يتقاضاها الموظفون الآخرون.

وبالإضافة لذلك، يشعر المعلمين بأنَّه لا توجد حماية أو ضمانة لهم، فهم عرضةٌ للقرارات التي تصدر من الجهات التي يعملون معها، وفي أيِّ وقتٍ يمكن الاستغناء عنهم، ما يدفعهم للبحث عن وظيفةٍ أو مهنةٍ أكثرَ استقراراً وبمردود أفضلَ، ناهيك عن عدم وجود قوانين ناظمةٍ تحمي المعلم وتحافظ على حقوقه.

وأشار الرحمون إلى أنَّ وزارة التربية في إدلب عملت على إنهاء ظاهرةِ التطوّع من خلال منحِ المعلمين الذين يعملون بالحلقة الثانية والثانوي منحاً، وهذا لا يعني الوصولَ إلى صفر التطوّع، علماً أنّ هذه المنح تشابه منحَ التطوع في مجالات أخرى فهي ضمن الحدود الدنيا بقرابة 50 دولاراً أمريكياً، ويمكن اعتبارُ هؤلاء المعلمين والمدرسين متطوّعين وخاصةً بعد توقّف منظمة “مناهل” عن العمل والتي كانت تغطّي نسبةً كبيرةً من المدارس بالرواتب على حدِّ وصفِه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى