غضبٌ شعبيٌّ واسعٌ من رداءةِ الخبزِ في مناطقِ سيطرةِ ميليشيا “قسدٍ”
شهدت مواقعُ التواصل الاجتماعي موجةَ غضبٍ واسعةً من جرّاءِ تردّي نوعية الخبز في الأفران العامة التابعة للـ”إدارة الذاتية” في الحسكة، وتساءل ناشطون عن مصير محصول القمح إذ تُعدُّ محافظة الحسكة التي تسيطر عليها ميليشيا “قسدٍ” المصدرَ الأساسي للقمح في سوريا.
ونشر نشطاء صوراً تُظهر الخبزَ فيها ذا لون أصفرَ ومتشقّقاً في الأفران العامة التي تديرها “الإدارةُ الذاتية” بمحافظة الحسكة.
وذكرت مصادرُ محليّةٌ من مدينة الحسكة أنَّ جودة الخبز المنتجة في الأفران العامة رديئةٌ منذ سنوات ولكنْ منذ قرابةِ أسبوع أصبح الخبزُ ذا لون مختلفٍ ورائحةٍ كريهة ومذاقٍ حامض ولم يعدْ صالحاً للأكلِ بأيّ شكلٍ كان.
وأضافت المصادر أنَّ كمياتٍ كبيرة من الخبز يتمُّ تهريبُها وبيعُها في السوق السوداء حيث تُستخدم كعلفٍ للمواشي وسطَ غياب الرقابة عن الأفران.
وكشفت الرئيسةُ المشتركة لـ”هيئة الاقتصاد” التابعةِ لـ”الإدارة الذاتية”، أمل خزيم في تصريح لإذاعةٍ محلية، إنَّ “الإدارة الذاتية بدأت بخلطِ دقيقِ الذرة الصفراء بنسبة 20 في المئة مع الطحين لسدِّ العجز في احتياطي القمح”.
وكانت “الإدارةُ الذاتية” قد تسلّمت أكثرَ من 600 ألفِ طنّ من القمح خلال محصول العام 2020 وأكثرَ من 900 ألفِ طنٍ خلال محصول العام 2019.
موقع “تلفزيون سوريا” نقلَ عن مصدر قوله، إنَّ “الإدارة الذاتية باعت أكثرَ من 200 ألفِ طنٍّ من القمح لنظام الأسد خلال العامين 2019/2020 من مخزونها”.
كما صدّرت “الإدارةُ الذاتية” عبرَ تجارٍ أكثرَ من 300 ألف طنٍ من القمح إلى العراق والخارج عبر إقليم كردستان في عامي 2019/2020 بحسب ما أكّده المصدرُ.
والعام الماضي ضربت موجةُ جفافٍ مناطقَ شمال شرقي سوريا ما أدّى إلى تلفِ معظمِ مساحات الأراضي البعلية حيث تسلّمت “الإدارة الذاتية” من المزارعين حينذاك قرابة 180 ألفَ طنٍّ من القمح مقارنةً مع 600 ألفِ طنّ العامَ الماضي.
وتتراوح حاجة منطقة “الإدارة الذاتية” سنوياً، بين 550 و 600 ألفِ طنٍ لتأمين الطحين للأفران المدعومة في المنطقة.
يُذكر أنَّ ميليشيا “قسدٍ” تسيطر على معظمِ المساحات المخصّصة لمحصول القمح المستخدمِ في إنتاج الخبز في سوريا، كما تلقّت 3 آلاف طنٍّ من بذار القمح سلّمتها الوكالةُ الأميركية للتنمية الدولية قبلَ عدّةِ أيامٍ.
وتُعد محافظة الحسكة التي تسيطر عليها “قسدٌ” المصدرَ الأساسي للقمح في سوريا، إذ كان يشكّلُ إنتاجُها نحو 60 في المئة من حاجةِ سوريا للمحصول الاستراتيجي، إلا أنَّ إنتاجَ المحافظة، تراجع بشكل كبيرٍ من جرّاءِ سوءِ إدارة القطاع الزراعي وغيابِ الدعم للمزارعين من قِبل الإدارةِ الذاتية بحسب مختصّين.