فورن بولسي: لهذا السببِ تريدُ واشنطن حرمانَ نظامِ الأسدِ وروسيا من حقولِ النفطِ السوريةِ
قال تقرير لـ فورن بولسي: إنّ المسؤولين في البنتاغون يحاولون الدفاع عن قرارهم بنشر مئات الجنود الأمريكيين بصحبة العربات المدّرعة لحراسة حقول النفط شمال شرق سوريا تحت حجة محاربة تنظيم “داعش”.
ويشكّك العديد من الخبراء بشرعية هذا التواجد ومصداقيته, إلا أنّ المسؤولين يقولون إنّه استكمالٌ لنجاح مهمة الولايات المتحدة في سوريا عبر حرمان “داعش” من السيطرة على حقول النفط والاستفادة منها.
وقال المسؤولون في مؤتمر صحفي، إنّ المهمة الأساسية للولايات المتحدة لم تتغيّرْ، وذلك على الرغم من إقرار وزير الدفاع الأمريكي، “مارك إسبر”، بأنّ الجيش الأمريكي سيحمي حقول النفط من قوات الاحتلال الروسي وقوات الأسد وليس فقط من تنظيم “داعش”.
ويقول المشكّكون، إنّ المهمة الأمريكية قد تغيّرت تماماً بعدما أمر الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، بسحب القوات من الحدود السورية التركية قبل بدء العملية العسكرية شمال شرق سوريا في 9 تشرين الأول.
وقالت ميليسا دالتون الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: إنّ “المهمة الحقيقة والتفويض الذي بموجبه تعمل به قواتنا شمال شرق سوريا يزاد هشاشة مع مرور الوقت.. خصوصاً بعد الانسحاب الأخير، والانتقادات اللاذعة للعودة، ماهي المصداقية التي تخوّلنا بالاستمرار هناك؟”.
وقال (وليام بايرن) نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية: إنّ المهمة الرئيسية للجيش الأمريكي في سوريا هي ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم “داعش”. وأشار إلى أنّ الجهود المبذولة لحماية حقول النفط تعتبر “مهمة ثانوية” مقارنة مع الأساسية المتمثلة بهزيمة التنظيم.
وكان تنظيم “داعش” سيطر في ذروته عام 2014، على تلك الحقول التي كانت تنتج 45 ألف برميل من النفط يومياً وتدرّ ملايين الدولارات على التنظيم كلّ أسبوع.
وقال “جوناثان هوفمان” كبير المتحدثين باسم البنتاغون: إنّ تدفّق العائدات النفطية قد وصل إلى 500 مليون دولار سنوياً، وكان أساسياً لتمويل عمليات التنظيم في العراق وسوريا “وفي جميع أنحاء أوروبا، وفي جميع أنحاء العالم”.
وقلّل بايرن من احتمال نشوب نزاع مع مختلف الأطراف، مشيراً إلى وجود “قنوات لفضِّ النزاع” تضمن معرفة جميع اللاعبين مكان وجود القوات الأمريكية لمنع حدوث أيِّ اشتباك. وأشار كذلك إلى وجود قواعد إرشاد لدى القوات الأمريكية “لخفض التصعيد”.
وأكّد هوفمان “يعلم جميع من في المنطقة أين توجد القوات الأمريكية.. ونعمل لضمان عدم اقتراب أيِّ شخصٍ قد يظهر نوايا عدائية لقواتنا. وإذا ما فعلوا ذلك، فإنّ القادة العسكريين سيحتفظون بحقّ الردّ”.
ويتساءل الخبراء فيما إذا كان تنظيم “داعش” بإمكانه فعلاً السيطرة على حقول النفط في الوقت الحالي بعد الهزيمة التي لحقت به، مشيرين إلى أنّ المهمة الفعلية باتت الآن منع الاحتلال الروسي، وقوات الأسد، وقوات الاحتلال الإيراني من السيطرة على هذه الحقول وحرمانهم من الإيرادات المالية.
وقالت دالتون: “هذه المنطقة غنية بالزراعة والنفط مما يخلق نفوذاً يمارس على نظام الأسد والمحتل الروسي, إذا ما استمرت الجهات الفاعلة على الأرض بالسيطرة على هذه الموارد هذا يعني تعزيز القوة التي يمتلكونها في المفاوضات”.
ويعتبر وجود القوات الأمريكية في دير الزور والتنف بمثابة حاجز ضد نفوذ الاحتلال الإيراني، بسبب الجسر البري الذي يمتدّ من طهران ليصل إلى بيروت.
ويعتبر الوجود الأمريكي الحالي تصعيداً في المهمة، حيث يضمّ عربات برادلي المدرعة والتي تتطلب إمداد لوجستي مستمر ومئات القوات الإضافية في تطوّر جديد مختلف عن نشر عدد صغير من القوات كما كان الأمر في السابق.
وعلّق هوفمان بالقول: “تغيرت الظروف على الأرض. قال القائد إنّه يحتاج، لحماية القوات وللتحرّك على الأرض، المزيد من الآليات ولذلك سمح الوزير بإرسالها إلى المنطقة”.