فيلقُ الشامِ يصدرُ تقريراً مفصّلاً عن استجابتِهِ لكارثةِ الزلزالِ في جنديرس

أصدر فصيلُ فيلقِ الشام التابعُ للجبهة الوطنية للتحرير تقريراً مفصّلاً عن استجابته لكارثة الزلزال المدمِّرِ الذي ضربَ جنوبي تركيا وشمالَ غرب سوريا، وخاصةً في مدينة جنديرس في منطقة عفرين بريف حلبَ الشمالي، كونَها كانت الأكثرَ تضرّراً ويتواجد فيها الفيلقُ بشكلٍ رئيسي، مبيّناً أنَّ قيادة الفيلق وعناصرَه المتواجدة في المنطقة تحرّكوا منذ الدقائق الأولى للكارثة من أجل إغاثةِ وإنقاذِ الأهالي.

وأوضح أنَّ العناصر والفُرقَ باشرت بشكلٍ فوريٍّ مع آلياتها بعمليات إخلاء الأهالي من الأبنية السكنية والشوارعِ والحارات وتأمينِها في الأماكن المفتوحة والآمنة، كذلك تمَّ نشرُ عددٍ من المجموعات على الطرقات الرئيسية والفرعية لتسهيل حركةِ المرور، وخاصةً لسيارات الإسعاف وسيارات نقلِ الأهالي، وتمَّ فتحُ كازيتين على الطرقات لتعبئةِ المحروقات لسيارات المدنيين أثناءَ خروجهم من المنطقة، كما نُشِرَ عددٌ من عناصر المركزية في الأسواق الرئيسية وبين الحارات السكنية لمنعِ حدوثِ عمليات سرقة في المنطقة.

وقام الفيلقُ بإنشاء مخيّمٍ إسعافي في حديقة جنديرس المتواجدة ضمن قطاعِه، وتعاونَ مع المجلس المحلي من أجل فتحِ المدارس لإيواءِ الأهالي داخلها وتأمينِ احتياجاتهم الأساسية، وفتحَ عدداً من مقرّاته الرئيسية لإسكان الأهالي المتضرّرين ضمنَها.

وما يتعلّقُ بعمليات الإنقاذ، أوضح الفيلق أنَّه حرّكَ عدداً من الآليات الثقيلة (تركسات وبواكر ونغل) مع فرقٍ كاملة إلى البنايات المُهدّمة، وتمَّ تجهيزُ فريق هندسة مكوّنٍ من 50 شخصاً، من أجل المساهمة الفورية بمحاولات إنقاذ الأهالي العالقين ضمنَها، بالتعاون مع فرقِ الدفاع المدني وفرقِ الإنقاذ الأخرى، وجهّزَ فريقَاً إسعافيّاً لنقلِ المصابين عبرَ سيارات الإسعاف والصحية الخاصة بالفيلق، ونقلَهم إلى المشافي والمراكز الصحية القريبة، وجهّز فريقاً آخر للعملِ في مقبرة جنديرس للقيام بأعمال حفرِ القبور وتجهيزها ودفنِ الشهداء وتوثيقِهم وتأمينِ احتياجات القبور من بلوك وشطايح وغيرها.

أما في المرحلة الحالية، فقد بدأت الفرقُ التابعةُ للفيلق بعمليات فتحِ الطرقات وترحيلِ الأنقاض وإزالةِ الركام من على الشوارع الرئيسية والطرقات والأسواق.

وأوضح فيلقُ الشام أنَّ عددَ عناصرِه المشاركة في الأعمال الإنقاذية في مدينة جنديرس على مختلف التخصّصاتِ بلغَ أكثرَ من 500 عنصرٍ بين فرق الإنقاذ والهندسة والإغاثة والسائقين والإسعاف وحمايةِ وتأمينِ المنطقة، كما شارك بأعمال الإنقاذِ والإخلاءِ والعمل من خلال عددٍ كبيرٍ من الآليات الخاصة، وهي، “تركسٌ كبيرٌ مجنزرٌ ودولابٌ عدد 9″، و”نغلٌ عدد 10″، و”باكرٌ عدد 7″، و”بوك عدد 3″، و”كمبريسةُ هواءٍ متنقّلةٌ مع مولّدة عدد 6″، و”شاحنةُ قلّاب عدد 5″، و”لودر كبير عدد 4″، و”برّادٌ كبير عدد 14″، و”سيارات إسعاف وصحيّة عدد 7″، و”سياراتٌ بورتر مغلقةٌ وبيكاب وسياراتٌ صغيرة جيب وفان عدد 55″، بالإضافة لمعدّات حفرٍ هندسية للفرق الميدانية.

كما لفت إلى أنَّ عدداً كبيراً من الآليات والمعدّات والفرقِ العاملة ضمن فيلق الشام، عملت في باقي المناطق المتضرّرة وشاركتْ بعمليات الإنقاذ بإمكانياتها الكاملة في بسنيا وعزمارين وحارم وكفرتخاريم وأرمناز والأتارب وترمانين وجسر الشغور وآفس والساحل السوري.

ولفت الفيلق إلى أنَّه فقدَ عدداً من قادته وعناصرِه شهداءَ مع عوائلهم وذويهم في مناطقَ متفرّقةٍ من الشمال السوري المُحرَّر , بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الجرحى والمصابين جرَّاءَ سقوط منازلهم فوقهم.

وختم الفيلقُ تقريرَه بتوجيه رسالةَ شكرٍ واعتزاز بجميع المؤسسات المدنية والعسكرية والمجتمعية العاملة في المناطق المُحرَّرةِ, وخصَّ بالذكر متطوعي الدفاع المدني السوري الذين بذلوا جهوداً جبّارة في عمليات الإنقاذ.

كما ثمَّن “موقفَ الشعب السوري الحرِّ الذي عوّدنا دائماً على التكاتفِ والتعاضد في الأزمات والمصائب, ضارباً أروعَ أمثلةِ الأخوة والإيثار , مؤكّدين للجميع بأنَّ الشعب السوري كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضَه بعضاً”.

ونوّه في الختام على أنَّ جميعَ ما قام به من أعمال وجهودٍ هي واجبٌ عليه تجاه الأهالي في الشمال السوري المُحرَّرِ, “خاصةً في مثلِ هذا المصابِ العام والكبير والذي أثَّرَ بكلِّ أهالي المحرّرِ في جميع المناطق”، وذلك بعيداً عن التصوير الإعلامي أو رفعِ رايات الفصيل على الآليات والأعمال الإغاثية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى