كارثةٌ بيئيّةٌ تنتظرُ سوريا

قالت دراسة أجرتها مبادرة الإصلاح العربي إلى أنَّ الحرب السورية التي قتلت نحو 600 ألف شخص، وتسبّبتْ في نزوح الملايين، قد تمتد آثارها لعقود بسبب الأثر الكارثي الذي تركته على مستوى البيئة والمناخ بشكلٍ خاص.

جاء ذلك نتيجةَ استخدام الأسلحة الثقيلة والذخيرة الملوثة، حيث وصلت مستويات تلوث الهواء في سوريا إلى مستويات عالية حتى قبل اندلاع الثورة السورية ، خصوصاً عام 2010 ، حيث تعرض نحو 69 في المئة من السكان لمستويات عالية من الجسيمات المضرَّة السابحة في الهواء.

وفي ظلِّ الثورة السورية انخفضت النسبة المئوية للسكان المعرّضين للجسيمات بنسبة 7٪ عام 2011، جاء ذلك بسبب انخفاض النشاط السكاني، فيما ارتفعت النسبُ مطلعَ عام 2015، بحسب الدراسة المعلنة.

كما تراجعت نسبةُ الغابات بين عامي 2012 و 2019 ، حيث خسرت سوريا 20.4 في المئة من مجموع الغطاءِ الشجري، وحدث جزءٌ كبيرٌ من الخسارة في محافظتي اللاذقية وإدلب، اللتين فقدتا 10 في المئة و 27 في المئة من مساحة الغطاء الشجري على التوالي بين عامي 2011 و 2014.

فيما أكّدت الدراسة، على ارتباط استنفاد الغطاء الشجري بمجموعة متنوّعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية المختلفة المتعلّقة بالنزاع، بما في ذلك حرائق الغابات المتكرّرة وقطع الأشجار غير القانوني والتوسّع الزراعي.

وأشارت الدراسة إلى أنّ سوريا تعاني بالفعل من نقص في الموارد المائية نتيجةً لمحدودية الاحتياطيات الطبيعية في البلاد ومعدّل النمو السكاني المرتفع.

حيث يعتبر نقصُ المياه كارثة للزراعة المحلية السورية،التي يعتمد عليها شريحة واسعة من السوريين.

وقالت الدراسة إنَّ القصف المتواصل التي تشهده وشهدته سوريا على مدى سنوات، أدَّى إلى إثارة التربة، مما جعل من السهل نقلُها عن طريق الرياح والمياه، وزاد من حدوث العواصف الترابية.

وهذا ما يرفع نسبةُ تاكل التربة وتعريتها حيث تتعرّض أكثرُ من 85 في المئة من الأراضي الزراعية في سوريا لتعرية التربة، وانخفض استخدام الأراضي الصالحة للزراعة بنسبة 21 في المئة بين عامي 2010 و 2014.وأدّى الاستغلال الكبير للأراضي الهشّة، لا سيما في منطقة زراعة المحاصيل الرئيسية التي كانت أيضا موقعاً للقتال العنيف الممتد على طول الساحل الغربي وشرقًا على طول الحدود الشمالية مع تركيا إلى مزيد من التدهور وفقَ التقرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى