لبناءِ مُجمّعٍ سياحي .. هدمُ مقهى الحجازِ التراثي وسطَ دمشقَ

بدأت محافظة دمشق التابعة لنظام الأسد بعمليات هدمِ مقهى الحجاز وسطَ العاصمة دمشق، إيذانًا بتنفيذ مشروع مجمّع “نيرفانا”.

ونقلت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد عن المدير العام لمؤسسة الخط الحديدي الحجازي التابعة للنظام “حسنين محمد”، أنّ “شركة الحجاز للاستثمار بدأت بتنفيذ مشروع سياحي يتضمّن فندق 5 نجوم على أرض العقار، وأنَّ أمر المباشرة جاء بعد أنْ تشكّلت لجان من وزارة السياحة والمؤسسة بنهاية 2020”.

وأوضح على أنَّه “تمَّ عرضُ موقع العقار 748 بمنطقة القنوات للاستثمار السياحي بالتنسيق مع وزارة السياحة بنهاية 2019، وتقدّمت عام 2020 شركتان للاستثمار ورسا العرض على شركة الحجاز للاستثمار بعد أنْ تشكلت لجان من وزارة السياحة والمؤسسة”.

وفي ذلك الوقت، أثار فوز الشركة المذكورة بعقود الاستثمار في المنطقة لمدّة 45 عاماً، تساؤلات بين السوريين حول هوّيتها خصوصاً أنَّها تأسست بعد أيام من طرح شروط مناقصة منطقة “الحجاز” التي شملت محطة الحجاز التاريخية، وسط ترجيحات بأنْ تكون الشركة غطاءً لشركات أخرى تتبع للاحتلالين الروسي أو الإيراني.

وأثار البدء بهدم مقهى الحجاز التاريخي وسط العاصمة السورية دمشق، استياءً وحزناً في مواقع التواصل، حيث احتضن المقهى ذكريات السوريين على مرِّ العقود بوصفه واحداً من أشهر المقاهي الشعبية في البلاد.

وفيما انتشرت صورٌ لعمليات الهدم، علَّق سوريون بأنَّ دمشق تفقد واحداً من معالمها التاريخية ضمن النزيف المستمر لهويتها العمرانية، علماً أنَّ موقع المشروع يشغل أحد أهم المواقع الحيوية وسطَ دمشق، بالقرب من ساحة المرجة وسوق الحميدية وقلعة دمشق، ويطلُّ على شارعي النصر وخالد بن الوليد.

والحال أنَّ المقهى افتتح في بداية الخمسينيات، وتبلغ مساحته 1600 مترٍ مربع، منها القاعة الشتوية بمساحة 900 مترٍ مربع، والباقي الفسحة السماوية (أو المقهى أو القسم الصيفي) التي تتّسع لنحو 600 شخص، ويُعدُّ واحداً من مقاهي دمشق الشعبية القديمة كمقهى النوفرة والهافانا، وسيتمُّ استبداله بفندق “نيرفانا” بمساحة 5100 مترٍ مربع مع مجمّع تجاري ومطاعم وصالات متعدّدة الأغراض، وسيتألف البناء الجديد من 12 طابقاً للفندق بكلفة 40 مليون دولار.

وتصلُ سكّة حديد الحجازَ دمشق بالمدينة المنورة، وأسست في فترة ولاية السلطان عبد الحميد الثاني، وبدأت عملها العام 1900، واستمرت بالعمل إلى العام 1916، حيث تعرّضت للتدمير والتخريب خلال الحرب العالمية الأولى، والثورة العربية الكبرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى