لبنانُ يقطعُ الإنترنت عن اللاجئينَ السوريينَ ويعزلُهم عن العالمِ
منعت مخابراتُ الجيش اللبناني شبكاتٍ الإنترنت “الواي فاي” عن عددٍ من مخيّمات اللاجئين السوريين، وسطَ حالةٍ من القلق والخوف يعيشها اللاجئون كونَ الأمر يتخطّى بنظرهم التضييق عليهم في سبيل ترحيلهم، إلى ما هو أخطرُ من ذلك.
قرارُ منعِ شبكات الإنترنت تبلّغه رؤساءُ بعضِ المخيمات من قِبل مخابرات الجيش اللبناني، إما بعدَ مداهمة المخيم أو بالطرق السلمية، بحسب ما نقله موقع “الحرّة” عن رئيس أحدٍ المخيّمات في لبنان.
وأوضح “رئيسُ المخيّم” للموقع أنَّه “تمَّ تبريرُ القرار بالحدّ من الإشكالات”، دون السماحِ لهم بالاستفسار أكثر، مشيراً إلى أنَّه “طلب منهم التنفيذ، رغمَ الأضرار الكبيرة التي ستلحق باللاجئين”.
وذكر الموقعُ في تقرير، أنَّ لاجئي مخيّم 045 في سعدنايل، تفاجؤوا قبل حوالي العشرةِ أيام، بمداهمة خيمِهم من قِبل مخابرات الجيش، حيث صُودرت ” كلُّ ماكينات الإنترنت وحتى صحون الستلايت، محذّرةً (مخابرات الجيش) من معاودة استخدام أيٍّ منها”، وفقاً لأحدِ قاطني المخيّم.
وأضاف اللاجئ، “كانت حجّةُ العناصر الأمنية قيامَ أحد اللاجئين في المخيم بتخبئة مرتكبِ جريمة قتلِ والده في سهل سعدنايل في الرابع والعشرين من الشهر الماضي”.
وشدّد على أنَّ ما حصل أثار ذعرَ سكان المخيم، ودفعَ بعضَهم إلى التفكير الجدّي بالعودة إلى مناطق سيطرة نظام الأسد.
وأضاف، “لو كنت أملك المالَ لحجزتُ مقاعدَ لي ولعائلتي على قارب هجرةٍ، فحتى لو ابتلعنا البحر يبقى أرحمَ من العيش في لبنان أو الاعتقالِ في وطننا”.
كذلك “جرت مداهمةُ مخيّم 006 في جبّ جنين، وتوقيفُ عدّة أشخاص متهمين بجرائم سرقة، وتحت هذه الحجّة تمَّ نزعُ كلِّ ماكينات الإنترنت”، بحسب لاجئين في المخيم.
وأكّد اللاجئون أنَّ الاشتراك بخدمة الإنترنت عبرَ الهاتف أصبح حلماً صعبَ المنال لعددٍ كبيرٍ من اللاجئين الذين وجدوا أنفسهم في عزلة عن محيطهم والعالم، ومن تمكّن من ذلك فإنَّه يلجأ إلى أرخص حزمةٍ لاستخدامها للضرورة فقط، مشدّدين على أنَّ الوضعَ لم يعد يُحتمل في لبنان.
وشدّدوا على أنَّهم يعيشون في حربٍ نفسية واقتصادية أصعبَ بكثير من حرب المدافعٍ والصواريخ في سوريا.
وشهد ملفُّ اللاجئين السوريين في لبنان تصعيداً غيرَ مسبوق في الأشهر الأخيرة، مع توالي التصريحاتِ الرسمية المشدّدة على ضرورة عودتهم إلى بلدهم، والتي وصلت إلى حدِّ تهديد رئيسِ حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “باتخاذ موقفٍ غيرِ مستحبّ على دول الغرب، وذلك بإخراج النازحين بالطرق القانونية في حال لم يتعاون المجتمعُ الدولي مع لبنان”.
ووضعت الحكومة اللبنانية خطّةً تقوم على إعادة 15 ألف لاجئ شهرياً، وبدأت بتنفيذها من خلال تسجيلِ أسماء الراغبين بالعودة، على أنْ تنطلقَ أولى القوافل خلال الأيام القادمة.