للتعطيلِ على حِراكِ السويداءِ .. نظامُ الأسدِ يُنشئ “هيئةً روحيّةً درزيةً” مواليةً

يسعى نظام الأسد للتعطيل على الحِراك الشعبي في محافظة السويداء، الذي تقوده وتبنّته مرجعياتٌ دينيةٌ بارزةٌ في المحافظة.

ومن هذه المساعي، ما كشفته مصادرُ دينية في السويداء، عن تشكيل “هيئة روحية” للطائفة الدرزية لكلٍّ من ريف وغوطتي دمشق والقنيطرة، مركزُها حي التضامن، واختيارِ مقرّب من ميليشيات الدفاع الوطني ليكون رئيسَها.

وقالت المصادر، إنَّ نظام الأسد عيّنَ “معن الصافي”، مسؤولاً لـ”الهيئة الروحية” وظهر لأوّل مرّة في اجتماعٍ أو احتفالية لمشايخ ليس لهم أيُّ حضور ووزنٍ داخل الطائفة، ومعهم الكثيرُ من عناصر ميليشيات “الدفاع الوطني” الذين ارتدوا زيّاً مدنيّاً.

وظهر أفرادُ “الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحّدين في دمشق وغوطتي دمشق وقرى جبلِ الشيخ والقنيطرة”، لأوّلِ مرّة في الاحتفالية تحت عنوانٍ “نموت ونحيا لأجلك سوريا”، وذلك في حي التضامن الدمشقي، ورُفِعت خلاله صورٌ لرأس نظام الأسد وأعلامُ النظام إلى جانب أعلام الطائفة الدرزية.

وقال الصافي خلال الاحتفالية، إنَّ “الوطنَ وعلمَه وجيشه وقائده” خطٌ أحمر، ورغم أنَّه أشار إلى أنَّ مطالبَ الحراك في السويداء محقّة، إلا أنَّه اعتبرَ أنَّ مكانَها “ليس الشارع”، بل “مؤسسات الدولة”.

وفي تعليقه على تشكيل الهيئة الروحية، اعتبرَ أحدُ شيوخ الطائفة الدرزية في السويداء، أنَّ هذه الهيئةَ تندرج ضمن تحرّكاتِ نظام الأسد للفت الأنظار عن الحراك جنوبَ سوريا.

وأشار “الشيخ أكرم سليمان”، الذي يشارك في حِراك السويداء منذ بدايته، إلى أنَّ معن الصافي الذي ظهر في الفعالية، “حصل على لقب الشيخ حديثاً، وليس له وزنٌ مشيخي بين مشايخ الطائفة”.

وأضاف سليمان أنَّ “ما حصل في فعالية التضامن ليس سوى حركةٍ من النظام للفتِ الأنظار عن حِراك السويداء، لكنَّ هذا الاحتفالَ أو الفعالية وحتى الهيئة ليس لها أيُّ وزنٍ حقيقي”، وِفق ما نقلَ عنه موقعُ العربي الجديد.

وأكّد على أنَّ “الكثيرَ ممن شاركوا فعلوا ذلك تحت الضغط، فهم محاصرون بأمن النظام وميليشيات الدفاع الوطني، ومشاركتُهم على قلّتها تأتي من منطلق حماية أنفسهم فقط”.

ولفت سليمان إلى أنَّ شيخً عقل طائفة الموحّدين الدروز، حكمت الهجري، “استقبل العامَ الماضي مشايخ وفعاليات من حي التضامن وشكّل لجنةً لرعاية وقفِ الطائفة فقط، وليس من صلاحيات تلك اللجنة أيُّ قرار له دورٌ تأثيري في قيادة الطائفة، التي يرأسها في سوريا عموماً سماحةُ الشيخ الهجري، إلى جانب اثنين من الرؤساء الثلاثة للطائفة في عموم البلاد”.

وبحسب الترتيب، فإنّ المشيخةَ يتقاسمها ثلاثةٌ من شيوخ العقل بحسب ترتيبٍ معتمدٍ، فالشيخ الأول هو حكمت الهجري، أما الثاني فهو الشيخ يوسف الحناوي، وشيخ العقل الثالث هو يوسف جربوع، ولكلٍّ منهم مواقفُه وآراؤه المختلفة والمتقلبة طوالَ سنواتِ الحراك في سوريا، والتطوّرات التي جرت وتجري في السويداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى