للسنةِ التاسعةِ على التوالي.. ملايينُ النازحينَ السوريينَ بلا مأوى مع قدومِ عيدِ الفطرِ

يستعدّ مئاتُ الآلاف من النازحين السوريين على الحدود السورية التركية، لاستقبال عيد الفطر بعيداً عن ديارهم التي غادروها هرباً من قصفِ نظام الأسد وحلفائه.

ويقبل العيدُ على النازحين وهم بلا مأوى، يعيشون تحت سياط الفقر والغلاء، فلا إمكانية لديهم من رسم الابتسامة على وجوه أطفالهم الذين سيحرمون مرّة أخرى من ثياب وألعاب العيد.

وللسنة التاسعة على التوالي يقضي ملايينُ السوريين العيدَ بعيداً عن ديارهم بين نازحين ولاجئين.

ويعتبر النازحون الذين لجؤوا إلى المناطق الحدودية شمالي سوريا، هم الأسوأ حالاً، فإضافة إلى عدم توفّر مأوى لهم سوى الخيام في أحسن الأحوال، فإنّ غلاء المعيشة و الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، بعد انخفاض غيرِ مسبوق في سعر الليرة مقابل الدولار الأمريكي، صعّب حياتهم أكثرَ وجعل الفرحة بقدوم العيد غيرَ ممكنة.

ولجأ هؤلاء النازحون إلى المناطق الحدودية بعد سنوات قضوها تحت قصف النظام وحلفائه في محافظتي حمص ودرعا ومنطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق وريف حماة.

“أبو حمود” نازح من محافظة إدلب منذ 9 سنوات، يقول إنّه يعمل في مجال غسيل السيارات وإنّ ربحه اليومي لا يتجاوز 6 آلاف ليرة سورية حوالي 4 دولارات.

ويلفت “أبو حمود” في حديث لوكالة للأناضول، إلى أنّ الحياة مع هذا المبلغ القليل يزداد صعوبة مع تواصل ارتفاع الأسعار.

ويشير أنّ “الأسعار ارتفعت من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مع اقتراب العيد”، وأنّ “وجبة طعام عادية واحدة باتت تكلّف وسطياً 4 آلاف ليرة دولارين ونصف”.

ويستدرك: “وإذا أرادت عائلة أكلّ وجبة من الدجاج، فإنّ ذلك سيكلّف على الأقل 15 ألف ليرة حوالي 10 دولارات، أما لحم الغنم فقد ارتفع من 8 آلاف 4 دولارات للكيلو غرام إلى 12 ألف 8 دولارات”.

ويضيف قائلاً: “لو عملت ليل نهار فإنّني لن اتمكن من تأمين الاحتياجات الأساسية لعائلتي، فنحن نازحون وليس للنازحين عيد”.

من جهته يقول “أبو فهد”، وهو نازح آخر من ريف حماه، إنّه يضطر لفتح محل تصليح السيارات الذي يمتلكه مساءً بعد صلاة التراويح لأنّ المردود في النهار لا يكفي لإعالة عائلته.

ويضيف “أبو فهد” وهو أبٌ لـ 7 أطفال بينهم توأم، أنّهم باتوا عاجزين عن شراء ألبسة جديدة لأبنائهم، بعد أنْ اعتادوا في السابق قبل النزوح على شراء أكثر من بدلة للطفل في العيد، في حال اتسخت إحداها يلبس الأخرى.

ويلفت إلى أنّ نقودَه لم تكفِ قبل فترة لشراء أحذية لتوأمه، فأجّل الأمرَ ليتفاجأ فيما بعد أنّ سعر الأحذية ارتفع 3 أضعاف.

وأما “أبو عبدو درويش”، الذي فقدَ زوجته وابنته في قصفِ للنظام، فيقول إنّ شهر رمضان كان صعباً عليهم بسبب الغلاء في الأسعار.

ويوضّح للأناضول، أنّه محتار بالطريقة التي سيؤمّن فيها ألبسة العيد لأطفاله، مضيفاً: “هذا هو حالنا في المخيم وفي كلّ المخيمات الأخرى”.

ويختم قائلاً: “أدعو الله أنْ يعود الجميع إلى بيوتهم وأراضيهم التي هجّرهم منها نظام الأسد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى