لماذا ارتفعتْ نسبُ الرسوبِ في نتائجِ الثانويةِ العامةِ شمالَ غربي سوريا؟

طغتْ نسبُ الرسوب في نتائج الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي في شمال غرب سوريا بشكلٍ لافتٍ خلالَ العام الدراسي الفائت، “2022-2023”.

وبلغت نسبةُ النجاح في الثالث الثانوي، الفرعِ العلمي 40.60 في المئة، ونسبة الرسوب 59.40 في المئة، بينما بلغت نسبةُ النجاح في الفرع الأدبي 29.83 في المئة، ونسبة الرسوب 70.17 في المئة.

وبلغ عددُ الطلاب المتقدّمين لدورة عام 2022 ـ 2023 نحو 50 ألفَ طالبٍ للشهادتين الإعدادية والثانوية، نحو 21 ألفاً منهم للشهادية الثانوية.

هذه النسبُ المتدنيّةُ في النجاح مقارنةً بالسنوات السابقة فتحت بابَ التساؤلات حول الأسباب التي ترشّحت عنها هذه النسبُ، وفيما لو كان هناك توجّه جديد للقيّمين على العمليات الامتحانية لضبط أعدادِ الملتحقين بالمرحلة الجامعيّة، واتخاذِ سياسةٍ أكثرَ حزماً على صعيد مستويات الأسئلة وسلالم التصحيح.

تعليقاً على ذلك، نفى الدكتور جهاد حجازي، وزيرُ التربية والتعليم في “الحكومة السورية المؤقّتة”، ذلك، واعتبر أنّ “العمليةَ الامتحانية كانت مضبوطةً ومستوى الأسئلة جيّد، وهو ما سوف يسهم بوصول من يستحقُّ إلى الجامعة”، لافتاً إلى أنَّ “هذا هو المستوى الحقيقي للطلاب”، وِفق ما نقل عنه موقعُ تلفزيون سوريا.

واعتبر حجازي، أنّ نسبَ النجاح والرسوب “عاديةٌ ومنطقيةٌ نظراً لارتفاع نسبة المتقدّمين بنظام الدراسة الحرّة والمنقطعين منذ فترة طويلةٍ عن الدراسة”، مشيراً إلى وجود “دورة تكميليةٍ ربما تسهمُ في تحسين نسبة النجاح”.

من جانبه اعتبر أحدُ المدرّسين بريف إدلب أنَّ مسألة تدنّي نسبِ النجاح في صفوف الطلاب هو “أمرٌ يقع على عاتق الجميعِ من دون استثناءٍ، من التربية للطالب إلى الأهل والمعلّم”.

وقال، إنَّ التربيةَ حاولت هذا العامَ النهوضَ بمستوى الأسئلة في الثانوية العامة، ورفعَ السوية العلمية للطالب دون البحث في أسباب المشكلة أساساً أو عدم التطرّقِ إليها، أهمُّ هذه المشاكل هو عدمُ الاهتمام بالصفوف الانتقالية التي عليها الاعتمادُ أو بالمدارس العامة التي لا يمكن أنْ نتجاهلَ دورها، إذ إنّ التعليمَ عموماً يتّجه للخصخصة.

وفي الجزئية المرتبطة بالطّالب، أوضح المدرّسُ أنَّ “الطالبَ اعتاد على صعوبة معينة لمسها في الدورات السابقة وهذا لم يتكرّر بدورة 2023، إذ إنّه لم يتوسّع بالمنهاج بما يكفي فيما لو ازدادت الأسئلةُ صعوبةً، إضافةً إلى أنّ معظمَ الطلاب لم يتدرجوا بالسلّم العلمي صعوداً، أي أنّهم لم يمرّوا بالصف العاشر والحادي عشر”.

أما المعلم فقد حمّلَه المصدر مسألة “عدم وجود مذاكرات عند بعضِ المدرّسين بالصعوبة المطلوبة، كما أنّ الكثيرَ منهم يعتمد على نماذج تمَّ نشرُها سابقاً، وهنا لم يستطع الطالبُ كشفَ نفسه، والأسوأ أنّ الطالب ذاته لم يقيّم مستواه الحقيقي نتيجةً لها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى