لمواجهةِ النفوذِ الفارسي.. جنرالٌ روسيٌّ يقرُّ بنشرِ الثقافةِ الروسيّةِ بين أطفالِ سوريا

أقرَّ نائبُ قائد قوات الاحتلال الروسي في سوريا “أندريه بال” بأنَّ قاعدةَ حميميم تعمل على نشرِ الثقافة الروسية بين أطفال سوريا، وتحديداً في منطقة الساحل، التي تعتبر الخزان البشري لنظام الأسد.

وأشار “بال” في تصريحات له، إلى أنَّ مركزَ قيادة قاعدة حميميم، يعمل بشكلٍ وثيق على تعليم الأطفالِ السوريين اللغةَ الروسية، كاشفاً أنَّ عددَ أولئك الأطفال يزداد بشكل مستمرٍّ لا سيما في مدينة جبلة الساحلية، فيما وصفته جهات حقوقية سورية، محاولةً لروسنة الأطفال السوريين وترسيخِ لنفوذ الاحتلال الروسي في البلاد.

وذكر “بال” أنَّ هنالك 58 مدرسةً في طرطوس، تحوّلتْ إلى دراسة اللغة الروسية كلغة ثانية, مشيراً إلى أنَّ قوات الاحتلال الروسي استغلَّت احتفالات رأس السنة، وقامت باستضافة 100 طفلٍ سوري في قاعدة حميميم وكرّمتْهم وأعطتهم الهدايا لتشجيعهم على تعلُّم اللغةِ الروسية.

وتشهد مناطقُ سيطرة نظام الأسد خلال السنوات الأخيرة محاولاتٍ إيرانيّةً لنشر اللغة والثقافة الفارسية في سوريا، ليس في الساحل وحدَه وإنَّما في البادية والجنوب السوري، من خلال افتتاح عشراتِ المدارسِ الدينية والمراكزِ الثقافية، وفقاً لما أعلنته منظّمات حقوقية.

وفي هذا السياق أكّد الناشط السوري “عامر اللاذقاني” أنَّ التنافس الروسي – الإيراني على النفوذ في منطقة الساحل كان مشتّداً خلال السنوات الماضية، خاصة من ناحية الغزو الثقافي، إلا أنّ ذلك الصراع تراجع مؤخّراً لصالح الروس، الذي رعوا عدَّة فعاليات ثقافية تحديداً في مراكز ثقلِ تواجد الطائفة العلوية في المدينة، بالإضافة إلى القرى.

وبيَّن “اللاذقاني” في حديث لمرصد “مينا” أنّه وعلى الرغم من التقارب الطائفي بين العلويين والإيرانيين، إلا أنَّ الروس كانوا أقرب من الناحية الاجتماعية وطريقة الحياة في الساحل، ما مكَّنهم من التغلغل بشكل أكبرَ داخلَ تلك المجتمعات،

وأوضح أنَّ النمط الديني المتشدِّد، الذي يتّبعُه الاحتلال الإيراني ويتّخذُه أساساً لثقافته، لا يتناسب مع أسلوب الحياة سواءٌ لدى الطائفة العلوية أو بقيةِ الطوائف الأخرى في الساحل السوري، والتي تعتاد على نوعٍ معيّنٍ من الحريات الاجتماعية ونمطِ حياةٍ بعيدٍ نسبياً عن التديّن.

إلى جانب ذلك، أكّد “اللاذقاني” أنَّ نشاط الاحتلال الإيراني في منطقة الساحل تراجعَ، وأنَّ تركيز الإيرانيين باتَ منصبّاً في مناطق البادية السورية ودمشق ودرعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى