مأساةُ المخيّماتِ في سوريا تتفاقمُ .. الدفاعُ المدنيُّ السوريُّ يستجيبُ لـ 169 مخيّماً تضرّرتْ بسببِ الأمطارِ

خلّفت الأمطارُ الغزيرةُ والسيول التي شهدها الشمالُ السوري المحرَّرِ خلال الأيام الثلاثة الماضية، أضراراً كبيرة في مخيّمات المهجّرين في الشمال السوري التي تأوي أكثرَ من مليون نازح، ما فاقم معاناة المدنيين بسبب ضعف البنية التحتية بالمخيّمات أو غيابها، بالتوازي مع تردّي أوضاعهم المعيشية وفقدانِهم مقوّمات الحياة الأساسية.

وأوضح “الدفاع المدني السوري” أنَّ فرقَه استجابت منذ يوم السبت 16 كانون الثاني حتى أمس الاثنين 18 منه، لـ 169مخيّماً في ريفي إدلب وحلب تضرَّرت بفعل السيول والأمطار.

وبلغ عددُ الخيام التي تضرَّرت بشكلٍ كلّي “تهدّمت أو دخلتها المياه” أكثر من 280 خيمةً، وعددُ الخيام التي تضرّرت بشكل جزئي “تسرّبَ إليها الماء أو أحاط بها” أكثرُ من 2400 خيمةٍ، ويقدّر عددُ العائلات التي تضرّرت بشكلٍ كبير، أكثرَ من 2500 عائلةٍ.

وأشار “الدفاع المدني” إلى أنَّ متطوعيه قاموا خلال استجابتهم للمخيمات بفتحِ قنواتٍ لتصريف المياه، إضافةُ لتنظيف مجاري القنوات الموجودة، وضخِّ المياه من بعض التجمعات التي يستحيل فتحُ قنواتٍ بها لسحب المياه بعيداً عن الخيام، وجرفِ الوحل من طرقات مداخل بعضِ المخيّمات لتسهيل حركة المدنيين، ومساعدةِ المدنيين للوصول إلى خيامهم وإخراجِ آلياتهم العالقة في الوحل.

ووصف “الدفاع المدني” الخيمة التي يسكن فيها الطفل “حسن” بما يشبه “السفينة وسط بحيرة”، بعد الأمطار الغزيرة وتسبّبتْ بغرق عشرات المخيمات.

ويتشاطر “حسن” الذي نزح من ريف إدلب الشرقي قبل نحو عام، مأساتَه مع أكثرَ من مليون مدني بينهم نحو 400 ألف طفلٍ يعيشون في المخيّمات، ويحلمون بالعودة إلى منازلهم التي هجّرهم منها نظام الأسدُ والاحتلال الروسي.

وتتكرّر في كلِّ شتاء مأساة المدنيين في مخيّمات الشمال السوري بسبب طبيعةِ المنطقة التي بُنيت بها المخيماتُ وغيابِ وسائل الوقاية لها من السيول كوجود سواتر ترابية أو قنوات تصريف وخاصة في المخيمات المبنيّة في الأودية، حيث تتعرّض لأضرار كبيرة وتبقى آلاف العائلات بلا مأوى بسبب تهدّمِ خيامها، أو محاصرتِها بالمياه والوحل.

وتتحوَّل الطرقات والساحات في أغلب المخيّمات ومحيطها لبرك من الوحل يصعب الدخولُ والخروج منها لإيصال المؤن للسكان، إنْ وجِدت، أو ذهابِ الطلاب للمدارس، لاسيما أن عدداً كبيراً من المخيّمات ما تزال أرضياتها على التربة الزراعية.

وأمس الاثنين أحصى فريق “منسقو استجابة سوريا”، تضرَّرَ 278 خيمةُ بشكل كلّي، و513 خيمةً بشكل جزئي، إضافة إلى أضرار واسعة في الطرقات تجاوزت الثمانية كيلومترات ضمن المخيّمات ومحيطها، ما أدّى إلى انقطاع العديد من الطرقات المؤدية إلى بعض المخيّمات.

وأضاف الفريق أنَّ الأضرار توزّعت ابتداءً من مخيّمات خربة الجوز غربي إدلب وصولاً إلى المخيمات الحدودية باتجاه ريف حلب الشمالي، إضافةً إلى محيط مدينة إدلب ومعرة مصرين وكلْلِي وحربنوش وكفريحمول وحزّانو وزردَنا شمال إدلب.

وتشرّدت مئاتُ العائلات ونزحَ عددٌ منها إلى أماكن أخرى، فيما انتقل جزء بسيط إلى دور العبادة ومراكز إيواء، بينما أمضى آلافُ المدنيين ليلتَهم وقوفاً أو في العراء بسبب دخول مياه الأمطار إلى خيمهم.

وتوقَّع الفريق زيادةَ الأضرار بشكل أكبر في حال استمرار الهطولات المطرية أو تجدّدها في المنطقة، في وقت تستمر فرقُ “الدفاع المدني السوري”، تعمل بكلِّ طاقتها للاستجابة وتقديم المساعدة للمخيّمات المتضرِّرَة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى