متحدّثُ الرئاسةِ التركيّةِ: أنقرةُ لم تخذلِ المعارضةَ السوريةَ إطلاقاً

تحدّث الناطقُ باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن عن مقاربةِ بلادِه تجاه الملفِّ السوري، والتي بدأت تنتهجُها مؤخّراً، مشيراً إلى أنَّ أنقرة لم تخذلِ المعارضة السورية إطلاقاً حتى اليوم.

جاء ذلك في تصريحات خلال مشاركة المتحدّثِ الرئاسي التركي في برنامجٍ على قناة تلفزيونية محليّة، أمس الثلاثاء، تطرّقَ خلالها إلى اللقاء الذي جمع وزيرَ دفاع تركيا ورئيسَ جهاز استخباراتها مع وزيرِ الدفاع الروسي ووزيرِ دفاع نظام الأسد ورئيسي مخابرات روسيا والنظام، في موسكو مؤخّراً.

ولفت كالن إلى أنَّ اللقاءَ كان الأول وستتبعه لقاءاتٌ أخرى، منوّهاً إلى أنَّ المقاربةَ الرئيسية لتركيا تجاه المسألة السورية، هي مواصلة المسار الدستوري والمفاوضات السياسية في ضوء قرارِ الأمم المتحدة ذات الصلة.

من جهة أخرى أشار المتحدّثُ الرئاسي إلى أنَّ المخاوفَ الرئيسية لتركيا بشأن سوريا تتمثّل في استمرار الحرب والتهديدات الإرهابية وتفاقمِ الأزمة الإنسانية، مشدّداً على ضرورة القضاء على التهديد الذي يشكّله تنظيمُ “بي كي كي/بي واي دي/واي بي جي”، وتهيئة الأرضية اللازمة من قِبل سوريا لضمان العودةِ الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين السوريين في إطار معاييرِ الأمم المتحدة، وتقديمِ الضمانات اللازمة بهذا الخصوص.

وأضاف كالن، “لذلك يتعيّنُ علينا التنسيقُ مع قوات الأسد وإيران وروسيا على الأرض”.

وحول استعدادِ نظام الأسد للإقدامِ على خطوات عقبَ اجتماع موسكو، لفتَ كالن إلى أنَّه كانت هناك رسائلُ ومؤشراتُ إيجابية في الاجتماع الذي عُقد في 28 كانون الأول الماضي، وأنَّه يتعيّنُ تحويلُ ذلك إلى قرارات والتزامات.

ولفت إلى أنَّ اللقاء هو الأول من نوعِه حول هذه القضايا منذ 11 عاماً، مشيراً إلى أنَّ “تمخضَ نتائج إيجابية عن هذا المسار متعلٌقٌ بالخطوات التي سيُقدمُ عليها النظامُ ونواياه ومنظوره بعد الآن”.

وأضاف أنَّه إذا تجاوب نظامُ الأسد مع النوايا الحسنة لتركيا وأبدى العزيمةَ للمضي قدُما في هذا المسار، “فإنَّه يمكن لتركيا الإقدام بسهولة على خطوات فيما يتعلّقُ بمكافحة الإرهاب وعودةِ اللاجئين، عبرَ التنسيق الوثيق مع روسيا”.

ولفت كالن إلى أنَّه لم يتمَّ البتُّ بعدُ حول مكان وموعدِ الاجتماع الثاني، مشيراً إلى أنَّه قد تُعقد بعضُ اللقاءات المتمّمةِ استكمالاً للقاء الأول، وأنَّه سيكون هناك اجتماعٌ لوزير الخارجية لكن لم يتحدّدْ موعدُه بعدُ، وتوقَّع أنْ تكونَ هناك لقاءاتٌ جديدة في هذا السياق خلال الأشهر المقبلة.

وأكَّد المتحدّثُ الرئاسي على دعمِ تركيا للمعارضة السورية منذ بدايةِ الأزمة ومواصلتها ذلك، مبيّناً أنَّ أنقرة “لم تخذل المعارضةَ السورية إطلاقاً حتى اليوم”، وأنَّ الهدفَ من لقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم مع قيادات من المعارضة هو طمأنتُهم مجدّداً بهذا الخصوص.

وشدّدَ على أنَّ “الكرةَ في ملعب النظام”، وأنَّ تركيا مدّتْ يدَها و”تأمل ألا تبقى يدُها معلّقةً في الهواء”، مشيراً إلى أنَّه “في حال استمرّت اللقاءات بشكلٍ إيجابي فإنَّ ذلك يعني انخراطَ أنقرة في مسار من شأنه أنْ يسفرَ عن نتائج جيّدة من أجل تركيا والشعب السوري والسلام في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى