مجلةٌ أمريكيّةٌ: إدارةُ بايدن سترثُ من إدارةِ ترامب ملفّاً معقّداً في سوريا

قالتْ مجلةُ “فورين أفيرز” الأمريكية، إنّ إدارة الرئيس الأمريكي المنتخَب حديثاً جو بايدن، “سترثُ ملفّاً معقّداً بالنسبة للشرق الأوسط، بسبب وجود سوريا ضمنَ هذا الملفّ، فضلاً عن التوتّر الحاصلِ بين إيران وإسرائيل”.

وأشارتْ الصحيفة إلى أنّ “إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعتْ لتطبيق سياسة غيرِ متماسكة حيالَ سوريا أضرّتْ بصدقيّتها وكلّ ذلك صبّ في مصلحة إيران”، مؤكّدة أنّ إدارة بايدن يجب أنْ تتقبّل فكرةَ محدودية خياراتها لمحاربة النفوذ الإيراني في سوريا.

وأوضحت المجلةُ أنّ بايدن أشار إلى أنّ مجابهة الوجود والنفوذ الإيراني في سوريا سيكونُ أولوية بالنسبة لإدارته، باعتبار أنّ “طهران تواصل زعزعة استقرار المنطقة عبْرَ دعمِها لنظام الأسد في دمشق الذي يقمع شعبَه بشكلٍ وحشيٍّ، وكذلك عبْرَ تهريبها للأسلحة والمعدّات لحلفائها وشركائها الذين لا يمثّلون الدولة في العراق ولبنان وسوريا”.

ورأت المجلة أنّه يتعيّن على إدارة بايدن المقبلة أنْ تتّخذَ بعضَ الخطوات الفورية، لمواجهة الوجود الإيراني في سوريا، كإزالة العقبةِ أمام ميليشيا “قسد” بالتواصل مع النظام، وأنْ تسمحَ بحالة تشارك أكبرَ بين “قسد” وروسيا بوصفِها وسيطاً.

واعتبرت أنّه ينبغي على الإدارة الجديدة أنْ تواصلَ تعاونها مع روسيا حيث تلتقي مصالح الدولتين، من خلال الحفاظ على قناة دبلوماسيّة مع روسيا فيما يخصّ سوريا، مرجّحةً أنْ تعترفَ إدارةُ بايدن بنفوذ روسي محدودٍ وبمشاركة إيران في البلاد.

وأوضحت أنّ كلاً من “موسكو وطهران تسعيان لإعلان انتصار الأسد والاستثمار في ذلك”، مشدّدة على ضرورة استفادة الولايات المتحدة من الهوّةِ التي يزداد اتساعُها بين روسيا وإيران في سوريا.

ولفتت إلى أنّ “واشنطن باستطاعتها الضغط على روسيا لتساعدَها في إخراج القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من مناطق شرق سوريا والمناطق التي تقع ضمن مرمى ضرباتِ إسرائيل، مقابلَ أنْ تتنازلَ الولاياتُ المتحدة لصالح روسيا عن المناطق التي لا تهمُّها ولكنّ روسيا تعتبرها حسّاسة بالنسبة لأهدافها التي تدور حول إعادة سيطرة نظام الأسد على كامل التراب السوري، ومن تلك الأماكن القاعدة الأميركية في التنف”.

وشدّدتْ على ضرورة تعاون إدارة بايدن مع أنقرة وموسكو لإبعاد طهران، مرجّحةً إجراء مباحثات ثلاثية حول وجود خلايا إرهابية في إدلب يتبعونَ لتنظيمي “داعش” و”القاعدة” إضافة إلى بعض الجماعات المتطرّفة.

وأكّدت على ضرورة العمل مع إسرائيل لضمانِ حريتها بالقضاء على الأخطار التي تقترب من حدودها مع سوريا، إلى جانب ضمان وجودِ مصلحةٍ لها في أيِّ مفاوضات ستجري حول إيران والجهات المرتبطة بها.

ونوّهت إلى أنّ السياسة الأمريكية الحالية تبالغ في تقدير نفوذِ الولايات المتحدة وقدرتها على دحرِ إيران من سوريا، مشدّدةً على أنّ الإدارة الأميركية الجديدة يجب أنْ تتقبّلَ حالياً فكرة عدم رحيل إيران عن سوريا بشكلٍ كامل، وعدمِ تخلّيها عن نفوذها في سوريا تماماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى