محللونَ أتراكٍ: لهذا السببِ سيكونُ لقاءُ سوتشي حاسماً

سلّطت وسائل الإعلام التركية، الضوء على اللقاء المرتقب بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، ورئيس الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين” في سوتشي اليوم الثلاثاء.

وتتجه الأنظار إلى سوتشي مع قرب انتهاء الـ 120 ساعة لوقف إطلاق النار في مناطق عملية “نبع السلام” شمالي سوريا مع ساعات المساء بالتزامن مع لقاء الرئيسين.

الكاتب التركي، “سيدات إجين”، قال إنّ لقاء الزعيمين يعد اللقاء الأول بعد تغيّر الخارطة السياسية في سوريا، وبدء عهد جديد بعد انسحاب القوات الأمريكية.

وأضاف في مقال ترجمته “عربي21″، أنّ اجتماع سوتشي الذي يتزامن مع “رجم” القوات الأمريكية بالحجارة في القامشلي أمس، يشير إلى أنّ ميزان القوى بالمنطقة قد “انقلب رأساً على عقب، وسلّمت زمام الأمور إلى ممثلين آخرين في شرقي الفرات”.

وأشار “إجين” إلى أنّ الرئيس التركي، يسعى للتوصّل إلى اتفاق مقبول ومعقول مع الاحتلال الروسي مع التطورات الميدانية الأخيرة، بعد تسلّم نظام الأسد لبعض المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا “قسد”.

وأوضح أنّ “أردوغان”، علّق في تصريحاته الأخيرة على دخول نظام الأسد إلى “منبج” بالقول: “لا مشكلة لديَّ بوجود نظام الأسد، المهم أنّ يتمَّ إزالة الوحدات الكردية المسلحة”، ورأى الكاتب أنّها حملت في طياتها “مرونة كبيرة”.

وأضاف أنّ المشكلات العالقة لم تتغير، إلا أنّه بما أنّ نظام الأسد بدأ بالسيطرة على المنطقة، فهذا يعني أنّه أصبح محاوراً لأنقرة سواء بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر.

ونوّه إلى أنّ التساؤل الأهم، هو مدى قابلية رئيس الاحتلال الروسي “بوتين” للموافقة على مطالب نظيره التركي، بإزالة ميليشيا “قسد” من المناطق التي دخلها نظام الأسد.

وقال إنّ المعضلة الحالية هي “المفاوضات السرية” التي تجري بين نظام الأسد و”قسد” برعاية الاحتلال الروسي، والتي تقوم على دمج “قسد” في قوات الأسد وتساءل الكاتب: “كيف سيكون تصرّف تركيا عندما تغيّر تلك الوحدات زيّها وتندمج داخل النظام”.

وأضاف أنّ هناك تبايناً في المواقف بين موسكو وأنقرة في سوريا، فكما يتفهّم الاحتلال الروسي مخاوف تركيا الأمنية في شمال سوريا، إلا أنّ لديه رغبة بإعادة سيطرة نظام الأسد على تلك المناطق، وهذا ما يتعارض مع موقف أنقرة بإنشاء المنطقة الآمنة.

وتابع بأنّه قد يتمّ تلبية مطالب تركيا حول ميليشيا “قسد” مقابل طرح الاحتلال الروسي مسألة “هيئة تحرير الشام”، كما أنّ على أنقرة الاستعداد لإثارة النقاش حول تواجدها في إدلب.

بدوره قال الكاتب التركي، “محرم ساريكايا”، إنّ المحتل الروسي وتركيا، “الحليفين” تمكّنا من تجاوز المحن والعقبات بينهما، في الملفّ السوري، كما أنّ التعاون بينهما في إدلب مازال قائماً، كما أسفرت الاجتماعات بينهما في سوتشي حتى اللحظة عن توافق في الآراء.

وأضاف في مقال له على صحيفة “خبر ترك”، وترجمته “عربي21″، أنّ الرئيس بوتين، لا يريد أنْ يخسر علاقته بنظيره أردوغان، الذي قابله نحو 7 مرات منذ بداية العام الجاري.

وأشار إلى أنّه وبعد مغادرة الولايات المتحدة وتخلّيها عن “قسد” في قتالها مع تركيا، أصبح المحتل الروسي هو القوة العظمى الوحيدة التي بقيت في المنطقة، لذلك تريد أنّ يكون لها دور في “صناعة السلام” في سوريا.

وأوضح الكاتب التركي، أنّ المحتل الروسي استبق لقاء القمة اليوم، بتصريحات أدلى بها وزير خارجيته “سيرغي لافروف”، أشار فيها إلى نقاط ثلاث، الأولى، تفهّم موسكو لمخاوف تركيا على حدودها، مشدّداً على أنّه يجب التوصّل لاتفاق مريح، والثانية، شدّد فيها على ضرورة الحوار بين تركيا ونظام الأسد استناداً إلى “اتفاق أضنة”، واستعداد بلاده للعب دور وسيط إنْ رغبت الأطراف بتعديل الاتفاقية، والثالثة، دمج ميليشيا “قسد” داخل قوات الأسد، وأنّ بلاده (الاحتلال الروسي) ترفض وجود أيِّ سلاح غيرِ شرعي في سوريا.

وأضاف، أنّ تصريحات “لافروف”، هي الأرضية التي وضعها المحتل الروسي في المفاوضات مع تركيا، إلا أنّ الملفت للأنظار هو دعم “قسد” من خلال اتفاق جديد وجعلهم جزءاً من قوات الأسد.

في سياق متصل، أشار الكاتب التركي، إلى أنّ الجزء الأخير من المفاوضات بين “أردوغان وبوتين”، هو تنظيم “داعش” في الشمال السوري، وكيفية التعامل معهم وعائلاتهم هناك.

وختم الكاتب، بالقول إنّ لقاء اليوم يُعدّ الحاسم بين اللقاءات السابقة بين الزعيمين التركي والروسي، لكنّه رأى أنّ موسكو وأنقرة قد تشهدان اليوم اتفاقاً جديداً حول سوريا، فيما سيجري تأجيل المشاكل العالقة بينهما إلى لقاء آخر، مشدّداً على أنّ اجتماع سوتشي لن يكونَ سلبياً نظراً للعلاقات المتينة بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى