محمدُ فارس: نظامُ الأسدِ حجّمَ قُدراتي لأسبابٍ طائفيةٍ

أكّد رائد الفضاء السوري “محمد فارس” أنّ نظام اﻷسد كان يعمل على تحجيم قدراته في سوريا ﻷسباب طائفية، وذلك في أول تصريح له عقبَ حصوله على الجنسية التركية.

وقال “فارس” لوكالة الأناضول التركية للأنباء، إنّه سعيد ﻹلقائه المحاضرات على الطلبة اﻷتراك بالمدارس والجامعات والمعاهد العلمية، وهو كرائد فضاء أو أي مختص يجد نفسه حينما يعمل في مجاله، مضيفاً، “عندما كنت في سوريا محاضراتي كانت مقنّنة، لكن في تركيا انطلقت بمحاضراتي وأنا سعيد لأنّي أشعر بأداء واجبي الداخلي الإنساني والأخوي”.

وأضاف، أنّه كان يعمل في سوريا فقط بوظيفة إدارية في قيادة القوى الجوية.

وعن حياته قبل قدومه إلى تركيا قال فارس،  “كنت سعيداً بلا شكّ، ولكن كانت هناك منغّصات، النظام معروف للعالم أنّه طائفي لذلك يتعامل مع أبنائه بنوع من التمـييز، وهو تمييز مقيت”.

ومضى بالقول، “كنت أعيش حياة طبيعية ولم يكن هناك اهتمام بالعلوم الفضائية والتطوير، لأنّني كرائد فضاء كان طموحي كبيراً في تطوير المنجزات الفضائية على الأرض بعد الرحلة الفضائية، فعلوم الفضاء حالياً هي التي تسيطر على الأرض، وهي مستقبل العالم”.

وتابع، “بذلت جهدي ولكن لم أتلقَّ من نظام الأسد أيَّ تجاوب، وعدت لعملي كإداري في قيادة القوى الجوية، ولكن لم أحبط شخصياً، فتابعت إلقاء محاضرات في مجال علوم الفلك والفضاء، وإحاطة جيل الشباب والأطفال في سوريا بأهمية علوم الفضاء وأهمية تكنولوجيا الفضاء”.

وأضاف، “كنت أعيش مثل أيِّ إنسان ولم أكن متميّزاً من الناحية المادية، كنت أعيش على راتبي ولكني مرتاح مادياً، كان لدي منزل ومزرعة وسيارتان ولكن نظام الأسد استولى عليها فهو يعتبر سوريا مزرعته وكل ما فيها ملكه من البشر والحجر والشجر، ولذلك قامت الثورة”.

وأشار إلى أنّ “النظام الديكتاتوري وقائده لا يريدون إبراز اسم آخر، ربّما لأسباب طائفية، أو ديكتاتورية، ربّما لذلك عمل على وضع الغطاء عليَّ كرائد فضاء”.

وأوضح أنه “عندما صعد للفضاء وهبط كان الكلام أنّ السوريين سيعلمون أبناءهم (بابا ماما محمد فارس)، وكثير من المواليد عام 1987 أطلق عليهم اسم محمد فارس”.

واستكمل، “من هنا كانت النظرة الديكتاتورية فعمل على حجبي في المنزل 9 سنوات تقريباً، عبْرَ نظام الأسد الأب والابن، ولذلك ما كان علينا سوى التحلّي بالصبر”.

كما أعرب فارس، عن سعادته بالحصول على الجنسية التركية، مردفاً “لأنّي أعتبر الشعبين السوري والتركي شعباً واحداً، لما لديهما من تاريخ مشترك”.

وأضاف، “أنا سعيد لأنّي سأستطيع التحرّك داخل تركيا وخارجها براحة، لحضور مؤتمرات علمية خارجية حيث تصلني دعوات كثيرة”.

وتابع: “عرض عليَّ الاستقرار في ألمانيا والنمسا، ولكن أشعر بالراحة بوجودي في تركيا، لأنّ الشعب السوري والتركي واحد ونحن إخوة، وأغلب من يلجأ لدول أخرى يحاول إظهار ما لديه من إمكانيات وكفاءات”.

ومحمد فارس أول رائد فضاء سوري صعد إلى الفضاء في رحلة مشتركة مع الاتحاد السوفيتي عام 1987، ونال شهرة كبيرة على الصعيد السوري والعربي والدولي.

وقبل أيام احتفت مواقع إعلامية تركية بإعلان محمد فارس رائد الفضاء السوري حصوله على الجنسية التركية بعد مروره بالعديد من الإجراءات القانونية التي تسبق حصول السوريين على الجنسية التركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى