مخابراتُ نظامِ الأسدِ الجويّةِ تفجّرُ مقرَّها بريفِ القنيطرةِ .. من استهدفتْ ولماذا؟

كشفتْ مصادرُ إعلامية عن الجهة التي قامت بتفجير مفرزة المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد بريف القنيطرة يوم الجمعة الماضي, وأوضحتْ أنَّ الهدف من التفجير هو إيقاعُ قتلى من الملتحقين بصفوف الفرقة الرابعة بعد التسوية.

وتضاربت الأنباء حول الانفجار الذي ضرب مفرزة المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد بريف القنيطرة الجنوبي, حيث ذكرت مصادرُ محلية أنَّ الانفجار نتج عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون في مقرِّ مفرزة المخابرات الجوية، في حين أشارت أخرى عن وجود أنباء أولية عن استهداف المفرزة من قِبل طيران الاحتلال الإسرائيلي ووقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الأسد.

بالمقابل اتّهمتْ روايةُ نظام الأسد “المجموعات المسلّحة” بتفجير المفرزة، ولكن دونَ وقوع أي قتلى بسبب خلوها من العناصر قبل عملية التفجير.

وقال مراسل قناة “سما” الموالية لنظام الأسد “فراس” الأحمد إنه “لا صحةَ إطلاقاً للأنباء التي تناولتها بعضُ مواقع التواصل حول مقتلِ عناصر مفرزة المخابرات الجوية في بلدة صيدا الحانوت بريف درعا الغربي”، حسب تعبيرِه.

وأضاف على صفحته في فيسبوك أنَّ مجموعة مسلّحة دخلت إلى مقرِّ المفرزة، وقامت بتفجيرها وإحراقها، دون أنْ يكون فيها أيُّ عنصر.

ومع تضارب الأنباء , كشفت مصادرُ صحفية محلية لموقع “أورينت نت” أنَّ الانفجار حدث بالفعل في مفرزة صيدا الحانوت القريبة من الجولان السوري المحتل ( وهي منطقة متاخمة لدرعا والقنيطرة), مشيراً أنَّ حقيقة ما جرى مغايرة لما تداولته صفحات ووسائل إعلام نظام الأسد.

وقال الصحفي “محمد الحريري” من درعا, إنَّ المخابرات الجوية تنوي منذ فترة إخلاء المفرزة تخوّفاً من غارات الاحتلال الإسرائيلي، ولكنّها أرادت أنْ تنفّذَ مخططاً خبيثاً قبلَ مغادرتها للمفرزة.

وأضاف, كان المخطّط الذي فشلَ في اللحظات الأخيرة أنَّ تنسحبَ مفرزةُ المخابرات الجويّة ويدخلَ إلى المفرزة بدلاً منهم عناصرُ من أبناء بلدة “صيدا الحانوت”, انتسبوا إلى الفرقة الرابعة بقوات الأسد بعد اتفاق التسوية مع نظام الأسد في النصف الثاني من عام 2018، وعندها يقوم عناصر المفرزة بتفجيرها ببراميل الألغام التي زرعوها قبلَ خروجهم، ويقتلون أكبرَ عددٍ من عناصر الفرقة الرابعة.

وبحسب الصحفي, هناك من أخبر عناصرَ الفرقة الرابعة بالمكيدة، الذين توجّهوا إلى المفرزة لكنَّهم لم يدخلوها وبقوا بعيدين عنها حين وقعَ التفجيرُ الضخم الذي سُمِع دويُّ صوته في ريف درعا المقابل.

وأكَّد أحدُ أبناء البلدة الرواية التي قدَّمها الصحفي محمد الحريري لموقع “أورينت نت”، وأضاف أنَّ الهدف من وراء العملية هو إحداثُ فوضى وفتنة بين أبناء البلدة، من خلال ضرب أبناء البلدة وأهلها بعضَهم ببعض، بين الأهالي الذين انتسب أبناؤهم إلى الفرقة الرابعة وأهالي الثوار وعناصر من فصائل المعارضة لم يقبلوا الانتساب.

وأوضح أنَّ الهدفَ كان اتهام هؤلاء – أيْ أبناء البلدة ممن لم ينتسبوا للفرقة الرابعة- بالعملية وبالتالي إلهاءُ أبناء البلدة بعضهم ببعض خاصة أنَّهم مضطّرون لمغادرة المنطقة خوفاً من القصف الإسرائيلي.

وتشهد الأسابيع الأخيرة في الجنوب السوري (درعا والقنيطرة والسويداء) توتّرات شديدة بين قوات الأسد والاحتلال الإيراني وميليشيا “حزب الله” من جهة، وأبناء المناطق المذكورة ممن يرفضون وجود تلك الميليشيات وسياسات القمع والخطف والتهديد بالاقتحام التي تمارسها ضدَّهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى