مركزٌ إسرائيليٌّ يكشفُ كيف تتغلغلُ إيرانُ جنوبي سوريا

سلّط مركزُ “ألما للبحوثِ والتعليم” الإسرائيلي، الضوءَ على “التفكير الاستراتيجي” الذي ينتهجه الاحتلالُ الإيراني عبْرَ بناءِ شبكات دعمٍ مدنيّة في جميع أنحاءَ جنوب سوريا، واتخاذِها كأساس لبناء بنيةٍ تحتيّةٍ للهجوم العسكري ضدَّ الاحتلال الإسرائيلي.

وقال “طال بيري” مديرُ قسم الأبحاث في المركز لوكالة الأنباء اليهودية (JNS), إنّ المحور الإيراني كان يستغلُّ بمهارة الاحتياجاتِ الأساسية لمعظم السكان للبقاء في المنطقة.

وأضاف أنَّ هذا الجهد نال الضوءَ الأخضر من شخصية بارزة زارت المنطقة في عام 2018 ، يُدعى “أبو الفضل الطباطبائي”، وهو المستشارُ الشخصي لـ”علي خامنئي”.

وأشار إلى أنّ الاحتلال الإيراني يسعى إلى تصدير ثورتِه الإسلامية عبرَ المؤسسات المدنيّة, لافتاً أنّها أداةٌ داعمة أساسية للجهود المتقدمة لتشكيل أساسٍ عسكري، يمكنُ من إنشاء جبهة إيرانية مباشرة ضدَّ الاحتلال الإسرائيلي من جنوبي سوريا.

وأضاف “بيري”, “هذه المؤسسةُ المدنيّةُ المتمثّلةُ في تأسيس موطئ قدمٍ في جنوبي سوريا تخلق رابطاً نشطاً مع السكان المحليين وتهدفُ في نهايتها إلى خلقِ اعتماد للسكان على عناصر من المحور الإيراني, ينتج عن هذا الاعتماد تعاطفاً يتيح العمل الحرَّ لعناصر المحور الإيراني داخل وخارج السكان المحليين”.

وبحسب التقرير فإنّ غالبية جهود “التحصين المدنيّة” للاحتلال الإيراني تجري في القنيطرة ودرعا، مع “بعض الجهود الإضافية في محافظة السويداء، على الرغم من أنّ هذه الأنشطة تواجه المزيدَ من المقاومة المحليّة”.

وأوضح “بيري” أنّه بعد استعادة قواتِ الأسد للمنطقة الجنوبية، بدعم الاحتلال الإيراني نهاية 2018، بدأت عمليةٌ متسارعة للتأسيس المدني.

وشملت تلك الأنشطة الاستيلاءَ على المساجد وتأسيسَ الحسينيات وبدءَ المشاريع الاقتصادية, بهدفِ السيطرة على الحياة المدنيّة وخلق تبعية لدى السكان المحليين لطهران لتلبية الاحتياجات الأساسية، مثل الأمور المعيشية والتعليم والخدمات الدينية.

ولفت التقريرُ إلى أنّ الاحتلال الإيراني يحاول ترسيخَ البنية التحتية العسكرية في البنية التحتية المدنيّة كما هو الحال في جنوبي لبنان.

وأضاف بيري “المحور الشيعي ينصُّ صراحةً على أنّ جنوبي سوريا منطقةٌ إستراتيجية من منظورهم, وهي جزءٌ من الممر البرّي للمحور الذي يربط لبنان وسوريا والعراق والاحتلال الإيراني”, موضّحاً أنّ “الممر مسدودٌ قليلاً بسبب وجود القوات الأميركية في التنف جنوب شرقي سوريا على الحدود الأردنية, لكنّ الأميركيين لن يجلسوا هناك إلى الأبدِ, والإيرانيون سادة الشطرنج، لديهم الكثير من الصبر”.

وبحسب التقرير يجري الاحتلالُ الإيراني عمليةَ تشيّع في المنطقة، بالإضافة إلى جهود محدودة لإعادة توطين عائلات ميليشياته في الجنوب السوري.

وحدّد التقريرُ خمسَ جمعيات مدنيّة قال إنّها تابعةٌ للاحتلال الإيراني، وقال بيري, “كلُّ هذه الجمعيات تتلقّى تمويلًا مباشراً من إيران ، وبعضها – على الأقل اثنتان حددناهما – لهما مكونات ميليشيوية نشطة”.

وتابع “تعقّبنا عدداً من عناصر حزب الله في المنطقة الذين يعملون مع ميليشيات هذه الجمعيات ويساعدون في أنشطتها الاقتصادية”.

وأوضح “بيري” أنّ المعارضة المنظمة الوحيدة لهذا النشاط تأتي من الفيلق الخامس المدعوم من الاحتلال الروسي، مضيفاً “إنّهم يحاولون محاربةَ هذه الأنشطة”.

ووفقاً للتقرير فإنّ الاحتلال الروسي نشرَ عناصر شرطته العسكرية في بلدة الحارة قرب الحدود الإسرائيلية لإغلاق مشاريعَ بناءِ الاحتلال الإيراني للمدارس والمراكز الدينية وإمدادات المياه.

وشدّد “بيري” على أهمية أنْ يوقفَ الروسُ هذا النشاط, وقال “هناك تضاربٌ واضحٌ في المصالح هنا مع روسيا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى