مركزُ دراساتٍ: بوادرُ اتفاقٍ روسي – إيراني شرقي سوريا

كشفت مصادرُ إعلامية, عن مؤشّرات على وجود اتفاق روسي-إيراني لم يُعلن عنه، ولم تتّضحْ الكثير من تفاصيله، في غرب الفرات، يترجمه الانتشارُ الروسي في البوكمال لأول مرّة بالاتفاق مع إيران.

وبحسب ما أفاد “مركزُ الإمارات للدراسات” في ورقة بحثية نشرها على موقعه إنَّ موسكو تهدف إلى فرض أمرٍ واقع في المنطقة الشرقية، بهدف تقوية أوراقها التفاوضية مع الإدارة الأمريكية، كما تحاول روسيا من خلال تحرّكها في هذه المنطقة إرسال رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بقدرتها على احتواء إيران في هذه المناطق من خلال سيطرتها على الحدود، وضبطِ حركة الإيرانيين ومنعِ أيِّ صدامٍ بينهم وبين الأمريكان.

وأضافت أنَّ موسكو تتّجه إلى بناء توافقات جديدة مع إيران، تستطيع من خلالها تحجيم دورها، تماماً كما فعلت مع تركيا بعد أن “قلّصت” مساحاتِ نفوذها في سورية بدرجة كبيرة، وفي هذا الإطار ثمّة حديثٍ عن محاولة روسية لإقناع طهران بتخفيض حجم وجودها في دمشق، وإشراكِها في اتفاق تسعى إليه موسكو مع النظام وإسرائيل.

ولفتَ أنَّ روسيا ترى في بناء علاقات قوية بعشائر غرب الفرات مدخلاً للوصول إلى عشائر مناطقِ شرق الفرات، وذلك بهدف استخدامها كورقة ضغطٍ ضدَّ الوجود الأمريكي.

حيث تدرك روسيا قدرتَها على تحقيق اختراقات لدى عشائر غرب الفرات، التي ترى في الوجود الإيراني خطراً عليها، بسبب تعرِّض مناطقهم بشكلٍ دائمٍ لضربات جويّة تنفّذها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

من جانب آخر استعرض المركز مصالح طهران من التعاون مع روسيا لاسيما في وقتٍ تستعدُّ فيه للتفاوض من جديد مع إدارة “بايدن” حول برنامجها النووي، وهي بحاجة أيضاً وفْقَ المركز إلى دعم موسكو في هذا المجال، كما تعاني الميليشيات الإيرانية في هذه المرحلة من حالة إنهاك نتيجةَ الضربات الإسرائيلية والأمريكية، وتمرُّ بأوضاع معقّدة نتيجةَ أزمات مالية ومشاكل لوجستية.

ورأى أنَّ طهران سوف تستفيد من الوجود الروسي في شرق الفرات من خلال إلغاءِ نقاط التماس الخطرة التي قد تؤدّي إلى اندلاع مواجهات مع القوات الأمريكية.

وختاماً أكّدَ المركز أنَّ طهران مطمئنة على سلامة موقفها في سوريا بفضل عاملين أساسيين الأول هو إدراكُ إيران أنَّ نفوذها في سورية أعمقُ من أنْ يتأثّرَ بتقاسم النفوذ مع القوى المدعومة من قِبل روسيا في مناطق الحدود السورية مع العراق، والثاني هو إدراكُ إيران حاجة القوات الروسية إلى مساندة ميليشياتها في حروبها التي لا تزال قائمةً في سورية على أكثرَ من جبهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى