مساعٍ إيرانيةٌ لترميمِ نفوذِها في الساحلِ السوري اجتماعياً واقتصادياً

شهدت الأسابيعُ الماضية نشاطاً واضحاً من قِبل المركز الثقافي الإيراني في محافظة اللاذقية ضمن مناطق سيطرة نظام الأسد عبرَ عددٍ من الفعاليات.

ومنها إقامةُ احتفال دعا إليه أبناء اللاذقية بـمناسبة “ليلة يلدا” (مناسبة إيرانية لأطول ليلة في الشتاء)، ومولد السيدة زينب، بمشاركة الملحق الثقافي الإيراني في اللاذقية “علي رضا فدوي”.

كما أقام المركزُ الثقافي الإيراني في اللاذقية مجموعةً من النشاطات في اللاذقية منها إحياء ذكرى الشاعر الإيراني “أبو القاسم الفردوسي” عبْرَ جمعٍ طلاب من جامعة تشرين ومن باقي الجامعات السورية للتعريف به.

كما أطلق في الوقت ذاته مشروعاً لاستهداف فئة الأطفال عبْرَ الرسوم المتحرّكة الإيرانية، وترجمتها إلى العربية لإبراز الثقافة الإيرانية، وفقاً لما نشره موقع “المستشارة الثقافية في دمشق”.

وبالتزامن مع هذه الجهود يواصل المركز الثقافي الإيراني في اللاذقية الإعلانَ عن دورات تعليم جديدة للغة الفارسية، وحضور أي فعاليات ثقافية في المنطقة، ومنها مشاركتُه مؤخّراً في افتتاح معرضِ كتاب الطفل في مكتبة الأسد باللاذقية، وافتتاحِ معرضٍ للصور الفوتوغرافية في مدينة جبلة، وإقامةِ ذكرى مقتل سليماني في شوارع اللاذقية.

وإلى جانب هذه الفعاليات الثقافية أفاد موقع “تلفزيون سوريا” بأنَّ إيران تواصل منذ سنوات طويلة محاولة التأثير بالأطفال بشكل خاص عبْرَ “كشّافة الإمام المهدي” التي تأسست في العام 2014، وضمَّت إليها أطفالاً من مختلف الأعمار.

كما نشرت مدارس عقائدية لها لتعليم المذهب الشيعي تتوزّع في مناطق الدريكيش وصافيتا بطرطوس، وفي كلّ من كرسانا ورأس العين والبهلولية والقرداحة في ريف اللاذقية، ومدرسة “الرسول الأعظم” في مدينة اللاذقية.

ومع إغلاقِ “جمعية البستان” الخيرية التي كانت بحسب ناشطين ذراعًا إيرانية فاعلة، عادت إيران عبْرَ بوابة أخرى باسم”الجمعية الجعفرية” التي باتت تتّخذُ من مدرسة جول جمال في اللاذقية مركزًا لها، وباتت خلال الفترة الأخيرة من أهم الجمعيات التي تنشط في الساحل فقط، وتقدّمُ دعماً مالياً وإغاثياً لأسر قتلى الميليشيات التابعة للنظام والمرتبطة بإيران.

بالتزامن مع هذه النشاطات الاجتماعية تعمل إيران وفقَ مصادر في الساحل السوري مؤخّراً على تعويض خسارة مرفأي طرطوس واللاذقية من خلال السيطرة على مرفأ بانياس النفطي، في محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية وإنشاء مركزٍ لها في الساحل السوري.

ولفتت المصادر إلى أنَّ إيران تحاول استغلال اتفاقية موقَّعة مع نظام الأسد لإنشاء خط أنابيب للنفط يربط العراق بميناء بانياس لإدخال شركة إيرانية لاستثمار المرفأ، بحجَّة الإشراف على عمليات النقل، مشيرةُ أنَّ هذا الأمر قد يلقى معارضة روسية كما حصل في مرفأ اللاذقية، لاسيما أنَّ مرفأ بانياس يتمركز بين قاعدة حميميم ومرفأ طرطوس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى