معابر الاحتلال الروسي ونظام الأسد المزعومة في إدلب وحماة هل هي لإسقاط التهم الدولية عنهم أم حرب نفسية؟

في إطار محاولات الاحتلال الروسي الفاشلة للترويج للمصالحات وعودة المهجرين إلى ديارهم، قالت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد، أنّ الأخير فتح بالتنسيق مع موسكو معابر داخلية للمدنيين الراغبين بالخروج من إدلب.

وكان قد قال مدير “مركز حميميم للمصالحة” التابع لوزارة دفاع الاحتلال الروسي اللواء “فيكتور كوبتشيشين” في بيانٍ يوم الأربعاء الفائت، إنّ نقطتي العبور قرب بلدة صوران شمالي حماة وأبو ظهور شرقي إدلب.

كما ألقت طائرات الأسد يوم أمس الخميس مناشير ورقية تحذيرية على قرى ومدن ريف حماة الشمالي، تدعو فيها المدنيين إلى الخروج من إدلب والأرياف المحيطة بها إلى مناطق سيطرته.

ومن الواضح أنّ الاحتلال الروسي يهدف إلى تسويق خطة جديدة في إدلب، حيث تزامنت العمليات العسكرية مع فتح المعابر الإنسانية أمام المدنيين لإجبار بعضهم على الخروج من المنطقة واللجوء إلى مناطق الأسد.

وبحسب مصادر موالية للأسد، فإنّ المعابر ستكون أولوية للنازحين من أبناء دمشق وأريافها وإدلب وحمص وبضمانة من الاحتلال الروسي للعودة إلى بيوتهم، وذلك بهدف تخفيف الضغط البشري عن المنطقة، وتمهيداً لمراحل أخرى تتولى موسكو الإشراف عليها، بحسب تعبيره.

ووفقاً للمصدر الموالي فإنّ موسكو تسعى أيضاً إلى تشكيل جسم جديد من أهالي إدلب لإخراج الغرباء إلى خارج سوريا، وتشكيل مجالس محلية في إدلب من أجل إدارة المنطقة وإدخال المؤسسات الخدمية لنظام الأسد ومنع دخول عناصر الأمن إلى المنطقة، على حد زعمه.

كما رأى المحامي السوري المعارض والناشط الحقوقي “أنور البني” أنّ المعابر التي فتحها الاحتلال الروسي ونظام الأسد للمدنيين في إدلب للخروج باتجاههم، هي دعوة للمدنيين لأنّ يموتوا دون ضجيج، ودون أن يعلم بهم أحد، ودون أن يتكّلف المجرمون ثمن القذائف التي يطلقونها لقتلهم بكلّ هذا الضجيج.

وأضاف “البني” أنّ فتح هذه المعابر هي خطوة إعلامية من أجل إسقاط التهمة عن موسكو ودمشق بحصار المدنيين، أو التذرّع بأنّ المجموعات المسلحة هي من تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، وتمنعهم من العودة إلى مناطق سيطرته.

فيما اعتبر محلّلون معارضون أنّ الاحتلال الروسي يبث الدعاية الإعلاميّة المخالفة لرغبات الأهالي كـ “حرب نفسية”، كما أنّه لجأ إلى هذا التكتيك نظراً لفشله ميدانياً، ليرافق هذه الإشاعات بهجمات جوية مكثفة على الأحياء السكنيّة في مدن وبلدات إدلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى