“منصةُ موسكو” تتخذُ موقفاً جديداً من نظامِ الأسدِ على الصعيدينِ السياسي والاقتصادي.. ما السرُّ وراءَ ذلكَ؟
اتخذت “منصة موسكو” المحسوبة على المعارضة السورية موقفاً يبدو جديداً بتحميلها نظام الأسد والمعارضة السوري المسؤولية عن إفشال الجولة الثانية من مباحثات اللجنة الدستورية، كما حمّلت المنصة أيضاً نظام الأسد مسؤولية انهيار العملة السورية.
حيث قال رئيس منصة موسكو “قدري جميل” في مؤتمر صحفي في موسكو يوم أمس الثلاثاء: إنّ “وفدي النظام والمعارضة أظهرا سلوكاً غيرَ مسؤول خلال الجولة الثانية”، معتبراً أنّ “منصة موسكو تؤيد حلحلةَ الأمور في مباحثات اللجنة الدستورية خطوة خطوة”.
وجدّد “جميل” دعوته إلى نقل أعمال اللجنة الدستورية إلى دمشق، واصفاً ذلك بـ “الضرورة الملحة”، وطالب “جميل” الأمم المتحدة بمنح ضمانات وحماية أعضاء اللجنة الدستورية في حال توجههم إلى دمشق.
وكانت هيئة التفاوض السورية قد فصلت ممثل “منصة موسكو” في اللجنة الدستورية “مهند دليقان” عقب طرحه في افتتاح أعمال اللجنة الدستورية خيار نقل أعمالها إلى دمشق، الأمر الذي يتماشى مع رؤية نظام الأسد.
وقدّم “جميل” طرحاً يتنافى مع وجهة نظر نظام الأسد فرأى أنّه ليس كلُّ من حمل السلاح ضد النظام يعتبر إرهابياً، مؤكّداً على أنّ الإرهابي هو من جرى تصنيفه دولياً.
وانتقد “جميل” السياسات الاقتصادية المتّبعة في مناطق سيطرة نظام الأسد، معتبراً أنّ النظام تخلّى عن مسؤوليته وترك الأمور بيد التجار، وأشار “جميل” إلى وجود مافيات فساد ومال، قائلاً: إنّ “هناك تواطؤاً بين قوى الفساد داخل النظام وقوى السوق الكبرى، وإنّ بنية النظام أصبحت تخدم المافيات في البلاد”.
يذكر أنّ “قدري جميل” أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية كان قد تولّى منصب وزير التجارة الداخلية في حكومة النظام قبل إقالته في 2013 بمرسوم رئاسي، لينضمّ على إثرها إلى صفوف المعارضة السورية ولكن على الطريقة الروسية، إذ لجأ إلى موسكو وأصبح معارضاً على طريقتها.
ويترأّس “قدري جميل” حالياً “منصة موسكو” المنضوية ضمن “هيئة التفاوض العليا السورية”، ويتبنّى في المجمل مطالب موسكو التي تؤيد نظام الأسد، وربّما تكون انتقاداته الجديدة للنظام متناسبة مع حديث الإعلام الروسي مؤخّراً عن احتمال استبدال “بشار الأسد” ووجود خيارات غيره لدى موسكو.