منظّمةُ حظرِ الأسلحةِ الكيميائيّةِ تؤكّدُ استخدامَ نظامِ الأسدِ للأسلحةِ الكيميائيّةِ في دوما

أكّدت منظّمةُ حظرِ الأسلحة الكيميائيّة في تقرير نشرتْه اليوم الجمعة أنَّ هناك “مبرراتٍ معقولة” تدفع للاعتقاد بأنَّ قواتِ النمر التابعةَ للنظام ويقودها سهيل الحسن هي المسؤولةُ عن هجومٍ بغاز الكلور استهدف مدينة دوما بالغوطة الشرقية قربَ دمشق في عام 2018 وأسفر عن مقتلِ 43 شخصاً.

وأفادت المنظمة في بيانٍ نُشر بعد تحقيقٍ استمرَّ عامين بأنَّ “هناك مبرّراتٍ معقولة تدفع للاعتقاد بأنَّ القوات الجوية العربية السورية نفّذتْ الهجومَ بالأسلحة الكيميائية بمدينة دوما في 7 نيسان 2018”.

وكان الهجوم الذي استهدف المدينةَ الواقعة على مشارف دمشق جزءاً من هجوم عسكري كبيرٍ على الغوطة الشرقية شنّتْه قواتُ الأسد والميليشيات التابعة لها بدعم روسيا.

وقال تحقيقُ المنظمة: إنَّ طائرة هليكوبتر عسكرية تابعةً للنظام واحدة على الأقلِّ أسقطت أسطواناتِ غازِ الكلور على مبانٍ سكنية في المدينة.

وشكّلت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومقرُّها لاهاي، فريقَ التحقيق وتحديدِ المسؤولية في نوفمبر تشرين الثاني 2018 لتحديد مرتكبي الهجمات الكيماوية في سورية، وذلك بعد أنْ استخدمت روسيا حقَّ النقضِ (الفيتو) ضدَّ تشكيل بعثةٍ مشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظرِ الأسلحة الكيميائية.

وأشار التحقيق إلى أنَّ أربعةَ أشخاصٍ في
وحدة واحدة تابعةٍ لقوات الأسد هم المسؤولون لكن لم يُعلن عن أسمائهم. وقالت المنظمة: إنَّ النتائج تستندُ إلى تحليلٍ فني لنحو 70 عيّنةً بيولوجية وبيئية ولصورٍ من الأقمار الصناعية و66 مقابلةً مع شهود واختبارات للصواريخ الباليستية والذخيرة.

وقال المديرً العام لمنظمة حظرِ الأسلحة الكيميائية السفير فرناندو أرياس: “العالم يعرف الحقائقَ الآن. الأمرُ متروكٌ للمجتمع الدولي كي يتّخذَ إجراءاتٍ، في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وخارجها”.

وتأتي النتائجُ في أعقاب تحقيق أُجريَ بين يناير كانون الثاني 2021 و كانون الأول 2022. وقالت المنظمة: إنَّ النتائج “تمَّ التوصّلُ إليها على أساس (أسباب معقولة) وهي معيارُ الأدلّة الذي تتبعه باستمرار هيئاتُ تقصّي الحقائق الدولية ولجان التحقيق”.

وحقّق الفريق في عدّة نظرياتٍ مدعومةٍ من روسيا بشأن الهجوم لكن لم يستطع إثباتَها. ومن بين هذه النظريات أنَّ أسطواناتِ غاز الكلور والجثثَ زرعتها قواتُ المعارضة في مكان الواقعة وأنَّ الغازَ السامَ جاء من مستودعٍ قريب تستخدمه قواتُ المعارضة.

وجاء في ملخصٍ للتقرير أنَّه في أحد المواقع التي تمَّ تسجيلُ أكبرَ عددٍ من الضحايا فيها “اصطدمت الأسطوانة بسطح مبنى سكني مكوّنٍ من ثلاثة طوابق دون أنْ تخترقَه بالكامل، فتحطّمت وسرعان ما أطلقت غاز الكلور السام بتركيزات عالية للغاية لينتشرَ بسرعة داخل المبنى ويخلف 43 قتيلاً تمَّ تحديدُ هويتهم”.

ودفع هجومُ الأسلحةِ الكيميائية في دوما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى شنِّ ضرباتٍ صاروخية على أهداف تابعة للنظام بعد ذلك بأسبوعٍ في أكبرِ عملٍ عسكري غربي ضدَّ النظام منذ 2011.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى