نظامُ الأسدِ يستقدمُ فريقاً صحفياً روسياً لطمسِ حقيقةِ مجازرَ كيماوي الغوطةِ الشرقيةِ التي ارتكبَها
قامت دورياتٌ تابعة لشعبة “أمن الدولة” التابعة لنظام الأسد باعتقالِ ثلاثة من وجهاء مدينة زملكا في الغوطة الشرقية بريف دمشق خلالَ الأيام الماضية، حيث تمّ اقتيادُهم إلى فرع الأمن الداخلي المعروف باسم “فرع الخطيب” في العاصمة دمشق.
وقال مصادرُ محلية أنّ الوجهاء مكثوا لثلاثة أيام في الفرع المذكور، قبل أن يطلق النظام سراحَهم دون أيّ تحقيق أو تعذيب، ولكن الأجهزة الأمنية أجبرت الوجهاء على إجراءِ لقاءٍ تلفزيوني مع صحفيين روس داخلَ الفرع، مع تلقينهم الكلامَ الواجبَ عليهم قولهُ أمام الكاميرا.
وأضافت المصادرُ أنّ استخباراتِ النظام طلبت من الوجهاء القولَ بأنّ مجزرةَ الكيماوي في عام 2013، حصلت بفعلِ فصائلِ الغوطة الشرقية، وذلك خلال التجهيز لشنّ هجماتٍ كيماوية على العاصمة دمشق.
مدعيةً أنّ خلال تجهيز الفصائل لتلك العملية جرى خطأ وانفجرت الصواريخ بين منطقتي زملكا وعين ترما، وأن تلك الصواريخَ وصلت إلى الفصائلِ عبر تركيا ودول أوربية من طريق العتيبة – البادية، خلال فترة عمله كطريقٍ عسكري لفصائلِ الغوطة الشرقية.
الجدير بالذكر أنّ الاحتلال الروسي يسعى بالتنسيق مع استخبارات نظامِ الأسد منذ سيطرتهم على منطقة الغوطة الشرقية في نيسان عام 2018، إلى طمسِ كافة جرائمِ الكيماوي التي ارتكبها النظام على مدى سنوات الحصار، عبر حملاتِ اعتقال طالت عاملين في المجال الطبي، وشهوداً على مجازر الكيماوي التي حصلت في الغوطة الشرقية.
حيث كانت قد طالت الاعتقالات عاملين في المجال الإعلامي، فضّلوا البقاءَ في الغوطة الشرقية وإجراءَ تسوية، وأجبرتهم استخباراتُ النظام على تصوير لقاءاتٍ اعترفوا فيها بتنسيقهم مع الفصائل لفبركة هجماتِ الكيماوي، خاصة هجومً دوما الأخير في نيسان 2018.
يذكر أنّ مجزرة كيماوي الغوطة عام 2013 أودت بحياة أكثر من 1500 مدني جلُّهم من النساء والأطفال خنقاً، معظمُهم من مدينتي زملكا وعين ترما دون أيِّ إدانةٍ واضحة تحمّل النظام مسؤولية تلك المجزرة.