نظامُ الأسدِ يشجّعُ على زراعةِ التبغِ بدلَ الحمضياتِ في الساحلِ السوري

بدأ الكثيرُ من المزارعين في الساحل السوري بزراعة التبغ بدلَ الحمضيات، بتشجيعٍ من حكومة نظامِ الأسد من أجل الحصول على العملة الأجنبية.

وأفاد موقع “تلفزيون سوريا” في تقرير، أنَّ إنتاج الحمضيات في الساحل السوري تراجع بشكل لافتٍ خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة واستعاض بعضُ المزارعين عن أشجارهم بزراعات بديلة أبرزها التبغ الذي بات اليوم يشكّل بديلاً كبيراً عن الحمضيات مع سهولة بيعِه وأسعاره المرتفعة.

حيث تكبّدت زراعة الحمضيات التي تعتبر من أكثر الأشجار انتشاراً في الساحل السوري، خلال السنوات العشر الأخيرة خسائرَ كبيرة بفعل عدّةِ أسباب أبرزُها ضعفُ التصدير ورخصُ الأسعار نظراً لكثافة المعروض وغلاءُ وسائل النقل حتى بات المحصول لا يغطي تكاليفَ الإنتاج، ما دفع بعضَ المزارعين للإضراب والامتناع عن جني المحصول وآثرَ بعضهم قلعَ الأشجار.

كما قضت حرائق العام الماضي على مساحات زراعية واسعة في الساحل، ولذلك فضّل العديدُ من المزارعين الاستعاضةَ عن أشجار الحمضيات بزراعات بديلة أهمُّها التبغ والخضراوات.

ونقل الموقع عن مهندس زراعي في اللاذقية يدعى “خالد”، قوله، إنَّ التوسّع بزراعة التبغ جاء لأسباب عديدة أهمُّها تشجيعُ حكومة نظام الأسد لهذه الزراعة لتأمين القطع الأجنبي من خلال مضاعفةِ أسعار الشراء من المزارعين وهو أمرٌ لم يشملْ الزراعات الأخرى، بالإضافة إلى وجود سوقٍ أسودَ لتصريف المنتج بأسعار أعلى من حكومة النظام، بالإضافة إلى ملائمة المنطقة الجبلية في الساحل لهذه الزراعة.

ويوضّح “خالد”، أنَّ أصناف التبغ تهرّب إلى خارج البلاد، وما تبقّى من أصناف، تشتريه المؤسسة العامة للتبغ الملتزمة بشراءِ كاملِ المحصول، وذلك بالتزامن مع “تحوّل مناطق سيطرة نظام الأسد إلى منطقة لزراعة الحشيش والمخدّرات بعد أنْ كانت دولة عبورٍ فقط”.

وتوضّح أرقامُ المؤسسة العامة للتبغ التابعة للنظام، أنَّ هذه الزراعة باتت تشكّل المنتجَ الزراعي الثالث في سوريا ويعمل في زراعته نحو 60 ألف مزارعٍ، ويعيش على زراعته وصناعته وتجارته، نحو 90 ألفَ نسمة.

وتؤكّد مصادر أنَّ زراعة التبغ امتدّت خلال السنوات القليلة الماضية، من الساحل إلى منطقة الغاب في ريف حماة وسطَ سوريا، حيث بلغتْ مساحة الأراضي المزروعة بالتبغ، في عام 2020 نحو 27 ألفَ دونم كانت تزرعُ سابقاً بالقمح والشعير.

ووفق مصادرَ مطّلعة في اللاذقية فإنَّ مرابحَ زراعة التبغ وزيادة الطلب عليه وسهولة تصريفه لم يؤثّر فقط على زراعة الحمضيات بل وصل إلى زراعات عريقة مثل الزيتون والتفاحيات.

يُشار إلى أنّ قطاع الزراعة في الساحل السوري تأثّر بشكلٍ سلبي خلال السنوات العشر الماضية بشكلٍ كبير نتيجة سياسات حكومة نظام الأسد وإهمال هذا القطاع رغمَ أنَّ المنطقة تملك أراضي خصبة وتعتبر خزّاناً زراعياً مهمّاً للعديد من الأصناف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى