نظامُ الأسدِ يعرقلُ إعلانِ اللجنةِ الدستورية،و”بيدرسون” يمنحهُ فرصةً أخيرةً للقبولِ

نقلت صحيفة “المدن” عن مصدر ديبلوماسي في نيويورك، أنّ نظام الأسد يضع خمس عراقيل أمام تشكيل اللجنة الدستورية، قبيل زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسون”، الاثنين القادم إلى العاصمة دمشق. وذلك في الوقت الذي طلبت فيه واشنطن والمجموعة المصغّرة من “بيدرسون”، إعلان تشكيل اللجنة وفق تصوّر الأمم المتحدة، بغضّ النظر عن موافقة نظام الأسد.

وقال الديبلوماسي المطّلع على تفاصيل المحادثات الجارية في نيويورك، إنّ كلَّ الأطراف المعنية بالملف الأمم المتحدة والمجموعة المصغّرة والدول الضامنة لأستانا والمعارضة موافقةٌ على تشكيل اللجنة الدستورية، في حين أنّ نظام الأسد هو الوحيد صاحب الاعتراضات, مشيراً إلى أنّه (نظام الأسد) وضع خمس عراقيل جديدة أمام الأمم المتحدة فيما يخصّ اللجنة.

وأولى العراقيل تتعلّق بأسماء الثلث الثالث من اللجنة، أي قائمة الأمم المتحدة التي تضمّ مستقلين وممثلين عن المجتمع المدني، بعدما أعلن المحتل الروسي أنّه تمّ التفاهم عليها, لكنّ نظام الأسد أبلغ “بيدرسون” بعدم موافقته على القائمة الحالية، وأرسل له قائمة بأسماء مقترحة من قبله، بينها وزير واثنان من أعضاء مجلس الشعب.

أما ثاني العراقيل، فهو ما يتعلْق بالقواعد الإجرائية، حيث اشترط نظام الأسد ألا يكون هناك أيُّ إشارة إلى القرار 2254 ضمن مهام اللجنة، وألا تتمّ الإشارة إلى أنّ مهمة اللجنة وضع دستور جديد، ودون ذكر وجود انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، زاعماً من خلال هذه الشروط أنّ هذه القضايا سياديّة، وهو ما يعني إخراج اللجنة من مسار السلام الذي وضعته الأمم المتحدة.

وبحسب مانقلت “المدن” عن المصدر، فإنّ ثالث العراقيل ما يتعلّق بدور اللجنة وتأثيرها، إذ أخبر نظام الأسد “بيدرسون” أنّه يريد اللجنة تحت رعايته هو، لا تحت رعاية الأمم المتحدة، كما أنّه لا يريد أنْ تكون اللجنة الدستورية صاحبة قرار نافذ، بل بمهام استشارية، أما القرار النهائي فيؤخذ في دمشق.

ورابع العراقيل هو مكان عمل اللجنة، فنظام الأسد لا يريد أنْ يكون مقرّ عمل اللجنة في جنيف، بل يريد أنْ تعمل من دمشق، وتنحصر مهمتها باقتراح تعديلات على الدستور الحالي، ووفق الآلية الموجودة في الدستور القائم، أيْ من خلال مجلس الشعب.

في حين أنّ آخر العراقيل هو رفض نظام الأسد في أنْ يكون للجنة رئاسة مشتركة، واشترط أنْ تكون الرئاسة له، ومن قائمته.

ووفق معلومات “المدن”، فإنّ واشنطن والمجموعة المصغّرة طالبت “بيدرسون” أنّ يعلن تشكيل اللجنة الدستورية نهاية أيلول من منظور دولي، وطالبته أيضاً بأنْ يدعو إلى اجتماعها الأول في تشرين الأول، ويكون الاجتماع بمن حضر.

لكن “بيدرسون” والأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، كان لهما رأي آخر، بأن يحاول “بيدرسون” للمرّة الأخيرة مع نظام الأسد الاثنين القادم، ويتبعه لقاء مع هيئة التفاوض في نيويورك، وتكون المعادلة كالتالي: “بيدرسون” يزور نظام الأسد ويُطلعه على تصوّر الأمم المتحدة، إذا وافق سيتمّ إعلان اللجنة بموافقة الجميع، وفي حال رفضه، فإنّ “بيدرسون” يعود إلى نيويورك لإعلان اللجنة وفق تصوّر الأمم المتحدة.

ويرى مصدر “المدن”، أنّ العلاقة بين نظام الأسد والاحتلال الروسي في هذا الملف متوتّرة، خصوصاً أنّ الروس ذهبوا إلى دمشق لإقناع نظام الأسد بقبول تشكيل اللجنة بالتزامن مع مباحثات الدول الضامنة في أنقرة، ويبدو أنّ المحتل الروسي ترك نظام الأسد في هذا الملف في مواجهة المجتمع الدولي حين أعلن من أنقرة أنّه تمّ التوافق على كلّ ما يتعلّق بتشكيل اللجنة الدستورية، وأنّ إعلانها وبدء عملها سيكون في أقرب وقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى